يتسأل البعض قائلا .. أين الجدية في الحياة الشبابية لماذ أصبح شباب اليوم اسير
التراخى واللامبالاة ولا يتميز بالحزم فى أمور حياته وعدم إتخاذ قرار ويتأرجح بين
القيام والسقوط والتأجيل والإعتذار ..... أمام كل هذا نجد أن الجدية ضرورة في
حياتنا الروحية والعملية كون إننا نأخذ الحياة بجدية فهذا يعني إننا نسلك مسيحيا بكل
أصالة لأن المسيحية لا تعرف الرخاوة واللامبلاة إن الجدية عمل مسيحى بالدرجة
الاولى . إنظر إلى الأباء الرسل كانت كرازتهم فى العالم بكل جدية وإهتمام فاستنارت
المسكونة بكلمة الخلاص والأباء القديسين كيف ساروا في طريقهم وكيف وصلوا إلى
قمة الروحيات وللقدسة بالكفاح والجهاد والجدية بكل معانيها ذات الرؤية الواضحة
والمبادىء الثابتة بالجدية وما فيها من أمانة وسهر وأحتمال وصبر وإخلاص وبالحب
والفرح والعطاء ..... إن العمل الجاد مبني على الإيمان بالعمل وأهميتة والإحساس
بالمسؤلية والرقابة من داخل النفس ومن الضمير والعمل الجاد .. والعمل الجاد دائما
عمل ناجح ومثمر ولا يعترف بالتعب كما تظهر الجدية في كل مظهر من حياتهم في
كلامهم وفي تصرفتهم وفي عبادتهم وعلاقتهم بالأخرين ...
إن الجدية في الحياة دليل على الرجولة وقوة الشخصية فاالإنسان الجاد يحترم نفسة
ويحترم مبادئه ويحترم الكلمة التى تخرج من فمه كما يتميز بالثبات وعدم الزعزعة
او التردد ... الإنسان الجاد لا يستسلم لعقية بل يكافح ويصلي ولا يرضى بأنصاف
الحلول بل يكمل بكل نشاط وبالتالى فهو يتقدم بإستمرار وفي صعود المستمر .