* المحبة - عن سيرة القديس افثيميوس*
&&*******&&********&&
فيما كان القديس افثيميوس مزمعا أن ينتقل من الأرضيات دعا تلاميذه وقال لهم:
آبائي واخوتي وأبنائي المحبوبون بالرب:
ها أنا سائر السبيل الأخير الذي سلكه آبائي , ويجب عليكم أن تبرهنوا عن محبتكم لي بحفظكم الوصايا وأولها المحبة التي تشكل الرباط الأساسي لكمال الفضائل.
ان الملح ضروري للخبز, كذلك المحبة للفضائل الأخرى , اذ بدونها لا يمكن اقتناء أي فضيلة .
لأن أصالة كل فضيلة تتبين من خلال المحبة والتواضع.
فالتواضع يرفع الى العلاء من يسلك سبل الفضائل, والمحبة تحفظه في ذلك العلاء حفظا جيدا ولا تدعه يسقط. أعظم الفضائل المحبة كما تبين من حياة السيد والخالق الذي تواضع طوعا حبا بنا صائرا مثلنا.
ولهذا ينبغي علينا أن نعترف له ( نشكره) على الدوام ونقدم له الأناشيد (نمجده) ونهتم بقدر استطاعتنا بمن هم في الضيق والشدة.
ان المحبة ختم النفس , وهذا ما يثبته كلام الرب حينما أوصى تلاميذه قائلا:" بهذا سيعرف الجميع أنكم تلاميذي ان كنتم تحبون بعضكم بعضا"(يو 35:13).
من هم " الجميع" يا ترى؟
انه يعني بهم الناس وخاصة القوات العقلية التي من اليمين ومن اليسار أي الملائكة والشياطين أثناء ساعة الموت.
فاذا ما شاهد أعداؤنا علامة المحبة ملازمة النفس ومواكبة اياها الى منبر الحاكم يهربون منها خوفا.
وعندئذ تفرح جميع القوات المقدسة .
فلنجاهد اذا يا اخوة قدر استطاعتنا لكي نقتني المحبة لئلا نقع أسرى بين أيدي أعدائنا.