الإتحاد الاقنومي في فكر القديس أثناسيوس:-
المسيح شخص واحد من طبيعتين
+++++++++++++++++++
رسالة القديس اثناثيوس إلى أبكتيتوس في رده على مجموعات آريوسية
وغيرها يتحدث في الرسالة عن التجسد ، وعلاقة جسد المسيح بلاهوته الأزلى
من جوهر الآب .
إذ يقول :
وهذا هو المقصود بالختان فى اليوم الثامن بعد ولادته:
إن سمعان تلقاه فى أحضانه وهذا يدل على أنه قد صار طفلاً ،
وأنه نما حتى صار له من العمر اثنتا عشر سنة (أنظر لو21:2ـ42)
إلى أن بلغ الثلاثين عامًا (أنظر لو23:3).
وليس كما يظن البعض أن جوهر الكلمة نفسه قد خُتِنَ بعد أن تحوّل.
لأنه لا يقبل التحوّل ولا التغيّر . لأن المخلص نفسه يقول
" أنظروا، أنظروا ، لأنى أنا هو ، وأنا ما تغيرت " (ملاخى6:3س).
هذا الجسد هو الذى وُضِعَ فى قبر ـ عندما تخلى عنه الكلمة
ـ ولكنه لم ينفصل عنه ـ
وذلك " ليكرز للأرواح التى فى السجن "
كما يقول بطرس (1بط19:3).
هنا نرى أن القديس اثناثيوس يتكلم عن طبيعتين متحدتين في شخص واحد
ففصل طبيعة اللاهوت عن الناسوت "فكرياً"
و استبعد ان يكونا طبيعة واحدة ولكنهما بقيتا متحدتين بدون انفصال
و إلا لماذا قال الجسد الذي وضع في قبر عندما تخلى عنه الكلمة
و لكنه لم ينفصل عنه إن أصبحت الطبيعتان طبيعة واحدة
فكيف تتخلى طبيعة عن نفسها ؟
إن كانت الطبيعتان في طبيعة واحدة
فلا نستطيع أن نقول ان اللاهوت تخلى عن الناسوت
لأنهما اصبح طبيعة واحدة في المسيح
و أيضاً يقول القديس اثناثيوس في نفس الرسالة
-----------------------------------------
ومن الغريب ، أن الكلمة نفسه كان متألمًا وغير متألم ،
فمن ناحية ، كان (الكلمة) يتألم لأن جسده هو الذى كان يتألم وكان هو المتألم فيه،
ومن الناحية الأخرى ، لم يكن الكلمة يتألم ،
لأن الكلمة ـ إذ هو إله بالطبيعة ـ
فهو لا يقبل التألم. وكان الكلمة غير الجسدى موجودًا فى الجسد الذى يتألم،
وكان الجسد يحوى فيه الكلمة غير المتألم الذى كان يبيد العلل التى قبلها فى جسده.
وكان يصنع هذا ، وهكذا كان يصير ، كى ، بعد أن يأخذ ما لنا (أى الجسد)
ويقدمه كذبيحة ، يقضى على (العلل والضعفات) كلها.
وهكذا يلبسنا ما له ، وهذا ما يجعل الرسول يقول :
" لأن هذا الفاسد لابد أن يلبس عدم فساد،
وهذا المائت يلبس عدم موت " 1كو53:15
هنا يقول القديس
أن اللاهوت طبيعة قائمة في حد ذاتها في المسيح
و أن الطبيعة البشرية قائمة في حد ذاتها في المسيح دون أن تتحولان
إلى طبيعة واحدة
و لكن كليهما في شخص المسيح الأقنوم الواحد
و يتابع القديس في نفس الرسالة :
-----------------------------
وأولئك الذين سبق لهم أن أنكروا أن المصلوب هو إله ،
فليعترفوا بأنهم قد أخطأوا، لأن الكتب الإلهية تحضهم ـ وبنوعٍ خاص ـ توما ،
الذى بعد أن رأى فيه آثار المسامير، صرخ قائلاً
" ربى وإلهى " (يو28:20).
لأن الابن إذ هو الله ورب المجد،
كان فى الجسد الذى سُمِرَ وأُهين بخزى،
أما الجسد فكان يتألم وهو على الخشبة،
وكان يسيل من جنبه (المطعون) دم وماء.
ولكن بسبب أنه كان هيكل الكلمة بالحقيقة،
فقد كان مملوءًا من اللاهوت .
ولهذا السبب إذن عندما رأت الشمس خالقها وهو يتألم فى الجسد المُهان ،
سحبت أشعتها ، وأظلمت الأرض ولكن الجسد نفسه ،
وهو من طبيعة مائتة ، قام بطبيعة تفوق طبيعته بسبب الكلمة الذى فيه،
وتوقف فساده (إضمحلاله) الطبيعى
هنا ايضاً القديس أثناثيوس يتحدث عن طبيعتين
فيقول البشرية سمرت و الإلهية جعلت الشمس تسحب نورها
و مع ذلك نقول للمسيح بطبيعتيه المتحدتين فيه بدون امتزاج و لا انفصال
كما قال القديس توما :
ربي و إلهي
وأن الجسد قام بسبب الطبيعة الإلهية المتحدة معه في اقنوم المسيح
أي شخص واحد في طبيعتين
أو الأصح طبيعتين متحدتين في المسيح
هذه الرسالة قد تكون مبهمة قليلاً لكنها مائلة أكثر إلى فكرة الطبيعتين من فكرة الطبيعة الواحدة لأن القديس كان يتكلم عن المسيح اقنوم في طبيعتين
معنى الاتحاد الأقنومى
----------------------
كلمة أقنوم عند القديس كيرلس
تعنى الشخص مع الطبيعة التى يحملها.
وعبارة الاتحاد الأقنومى عنده لا تعنى إطلاقاً اتحاد أشخاص
بل اتحاد طبائع فى شخص واحد بسيط، اتحاداً طبيعياً أو بحسب الطبيعة.
أى أن عبارة الاتحاد الأقنومى بمنتهى الوضوح تعنى عند القديس كيرلس
اتحاد طبيعتين اتحاداً طبيعياً فى شخص واحد بسيط.