قال الرب يسوع للتلاميذ: ها أنا ارسلكم كالخراف بين الذئاب،فكونوا حكماء مثل الحيات و ودعاء مثل الحمام (متى ١٦:١٠-٢٥) .
بعد أن أختار الرب يسوع التلاميذ ، و بعد أن حذرهم و أعطاهم الإرشادات ، و حملهم المسؤولية للتبشير بالملكوت و بالتوبة . الرب يسوع اليوم يرسل الرسل البشارة مثل الخراف بين الذئاب،مثلثات إياهم بفضيلتي الحكمة و الوداعة ، مسلّحا إياهم بالروح القدس الذي يلهمهم بما يتكلمون و يعظون ، و حذرهم من الاضطهادات و العذابات ، كما اضطهدوه و عذبوه .
من هو الرسول المسيحي ؟ ما هي صفات الرسول المسيحي ؟ هل نقدر أن نكون رسلا حقيقيين مسيحيين ؟
الرسول المسيحي الحقيقي يحمل رسالة المرسل ، و يحمل مرسله بذاته و شخصه ، و هو واع ان مصيره مثل مصير سيده و مرسله و يعلن إعلان مرسله : السلام لكم ...
أولا : الرسول يعلن سلام المسيح ، و ليس سلام العالم ! السلام الداخلي و الهدوء و الراحة النفسية والسلوكية... لا سيما السلام الروحي أي العلاقة السليمة مع الله .
ثانيا : رسول المسيح ينقل الحقيقة ، كما بولس الرسول: اسلمكم ما تسلمته ...ّ أي لا زيادة و لا نقصان كما تسلمت كذلك أسلم ، هكذا علينا أن نكون ...
ثالثا : يحمل فكر المسيح ، ينطق بما نطق به المسيح ، لا يغش و لا يصغي لغير معلمه .... هو يحدث بأعمال الله تعالى على الأرض،شفاء المريض ، إقامة الموتى ....
رابعا: الرسول المسيحي هو انسان التطويبات ، يعيش مشروع معلمه ، لا سيما الاضطهاد و العذاب ، لأنه يحمل الخير و السلام ، في مجتمع يرفض الخير و السلام ، و لهذا فرسول المسيح هو انسان مزعج ، لماذا ؟
لأنه صوت صارخ في عمق برية الإنسان البعيد عن الله . هو مزعج ، لأن وجوده الصادق الأمين ، بين مجموعة الكاذبين ، هو إيقاظ لضميرهم الفاسد النائم و الساكت عن الحق . هو مزعج لأنه يقبل إلى النور غ وسط جماعة فضلت الظلمة على النور . فما هي صفات الرسول المسيحي الحقيقي؟
أولا : حكيم مثل الحيات .
الحية (الأفعى) ، تسلخ جلدها في مطلع الربيع ، أي أن الحية تتجدد مع تجدد الطبيعة ، و الإنسان منا ، لا سيما رسول المسيح،عليه أن يجدد طبيعته بحسب طبيعة المسيح المتجددة بشكل دائم .
الحية(الأفعى) ، تقطع ذيلها في حال أمسك بها عدوها ، من هنا المثل القائل: الحية إذا تضايقت بتعض ذنبها ، أي أن الحية بالغريزة تخلص نفسها ، و الإنسان عليه تخليص نفسه بالحكمة التي نالها بالروح القدس ، وقت العماد . نعم اخوتي علينا بالتجدد و العمل الخلاص نفوسنا لأن الحكمة هي في قول الحقيقة دائما لكن في الوقت المناسب ، لأن الحكمة هي في مخافة الله بالسجود له و ليس بالخوف منه لأنه أب لنا يحبنا و لا يخيفنا .
ثانيا : وديع مثل الحمام ، و الوداعة هي أول صفة أعطاها يسوع بذاته لذاته بقوله : تعلموا مني بأني وديع و متواضع القلب .... فالوديع ليس البسيط أو الساذج أو ... لا ،الوديع هو حامل الصليب بفرح وحب مثل المعلم . الوداعة ، هي الانفتاح على تعزيات الله قلبا و عقلا و روحا و جسدا و ...
رسول المسيح ، مضطهد مثل معلمه ، و أمين مثل معلمه و لمعلمه ، متذكرا ان أمانة معلمه أوصلته للصليب ، ، و قد تجلت هذه الأمانة على بالمحبة حتى الصليب لاجلنا ، و لهذا قال الرب : طوبى لذلك العبد الأمين الذي متى جاء سيده يجده فاعلا هكذا ... طوبى لمن يثبت على الأمانة للرب يسوع ، لأنه سيكون مع يسوع بحسب قول يسوع : حيث أكون أنا هناك يكون أيضا خادمي.
اليوم ، أين امانتنا لرسالتنا ؟ هل نحن حقا أمناء؟
يقول الرسول بولس : أنتم جسد المسيح و أعضاء كل بما قسم له (١كو١٢:١٢-٣٠) . البعض رسلا ، البعض أنبياء ، البعض معلمين ، .... ليس الجميع رسلا و ليس الجميع أنبياء،وليس الجميع معلمين ، و ليس ....
في الحياة لكل منا عمله في الكنيسة و خارجها في العائلة و العالم و ...
الأم و الآب أول الرسل لاولادهم ، و أول الأنبياء لتعليمهم كلمة الله و ليس فقط العلم لأجل المستقبل ،و هم أول المعلمين لكلمة الله ،... وهكذا اخوتي الأحباء كلنا علينا ، لا سيما نحن المعمدين باسم المسيح ان نكون رسلا لمن باسمه اعتمدنا ، و لمن حملناه هوية بها نفتخر .
علينا أن نقبل بالاختلاف مع الذي نعيش معه . فالاختلاف،و ليس الخلاف ، هو غنى للجماعة و للكنيسة ، كما قال الرسول : العلّ الجميع رسلا،العلّ الجميع أنبياء،العلّ الجميع معلمين ، .... الكنيسة تحتاج الكاهن و الراهب و الراهبة ، و كذلك الطبيب و المهندس و القاضي و المزارع و العامل و الحرفي و ... ما هذه عندما نعيشها بأمانة تجعلنا بالحقيقة رسلا حقيقيين مسيحيين للرب يسوع المسيح .
فريق كرة القدم،فيه الحارس و المدافع و الوسط و المهاجم و ... هل كل الفريق حراس ؟ أو هل كل الفريق وسط ؟ أو... لكل لاعب مركزه في الفريق ، و يكون الفريق أقوى ما يمكن عندما يكون اللاعبون منسجمين مع بعضهم و يلعبون بالتنسيق بين بعضهم و مع المدرب ،
و هكذا الرعية و العائلة و الدولة و الكنيسة و ... التكاتف و التعاون و التعاضدد و التضامن و ... بين عناصر الجماعة الواحدة هو ما يضمن وحدتها و قوتها ، و هكذا كل الفرق
في الكنيسة :
التعليم المسيحي يكون مثمرا عندما يكون المربي منسجم مع توجيه الكاهن و الراهبة المسؤولة ...
الكشافة ، عندما يتجاوب العناصر مع القائد . الكورال ينجح عندما يكون التدريب نظاميا و دون تغيب ...
العائلة تنجح عندما يكون الأهل منفتحين حقيقة على مواهب أولادهم و مشجعين لها . ... وجميع هذه الخدمات لا تكون ناجحة و مفيدة إلا مع الإصغاء لالهامات الروح القدس . نعم اخوتي ، فلنكن على قدر من المسؤولية في الكنيسة و في العائلة و الدولة و... لنعمل لأجل الخير العام . و لنكن على ثقة بأن الله يكون معنا في كل تفاصيل حياتنا اليومية لا سيما عنما نكون عاملين بفرح و حب و تواضع لا سيما لتنشئة الأولاد على محبة الله. مثلا : لا يكون مربيا في التعليم المسيحي للقربانة الأولى من لا يعترف و يتناول و يشارك فعليا في القداس ، لأنه كيف يعلم الطفل الإعتراف من لا يعترف ؟ كيف يقول للطفل شارك في القداس و اعترف و تناول و هو لا يفعل هذه ؟
نكون رسلا حقيقيين مسيحيين للرب يسوع المسيح عندما نشهد بالقول و العمل لما يريده الرب منا ، بنكون حينها عاملين لمجد الله الأعظم و لخير النفوس آمين. .