الى كلّ قلب حزين...
لحظات حزن لا مفرّ منها، تسرقنا لبرهة من عالمنا فتنقلنا الى عالم مليء بالمشاعر الجياشة فتسلب منّا لبرهة الابتسامة وبريق العينين مستبدلةً اياهما بدمعة مثقلة بالهموم والذكريات.
كثيرة هي الأمور التي تسرق البهجة وكبيرة هي الهموم التي ترافقنا في دروب حياتنا: ذكرى، وداع، مرض أو حتى فشل... أسباب كفيلة باستبدال السّعادة بالحزن والقلق.
هكذا هي الحياة، وراء كل ابتسامة دمعة ووراء كل ضحكة تنهيدة، حياتنا مرسومة بريشة تتأرجح ألوانها بين السّواد والبياض ولعلّ ما يميّزها أن سوادها لا يدوم أبداً، فبعد كلّ غروب شروق جديد.
قد يؤلمنا غياب حبيب عن عالمنا في الوقت الذي يحتفل فيه الجميع بوجود أحبّائهم الى جانبهم، ولكن ما يغيب عن بالنا هو أننا لا نفقد أبداً انساناً أحببناه وأحبّنا بل نكتسب صديقاً قريباً من الله يسهر على تحقيق ما نحن بحاجة اليه، مدركاً كل ما يتمنّاه فؤادنا.
قد تتعبنا أيضاً المشاكل اليوميّة وقد تثقل الهموم كاهلنا، وهنا أيضاً نتناسى وجود إله أقوى من كلّ الهموم موجود بجانبنا في كلّ حين حاضر للإصغاء الى مشاكلنا ليمنحنا القوّة اللّازمة لنتخطّى جميع العقبات.
قد نحزن أيضاً لعدم قدرتنا على تحقيق حلم أو هدف بنينا عليه كل آمالنا، ولكن ما يغيب عن بالنا هو أن كتاب حياتنا مؤلّف من فصول عدّة أراد الله من خلالها كتابة الرواية الأفضل لنا، فهو الذي يدرك مصالحنا ويعمل على اختيار الأنسب والأفضل لأبنائه.
الله حاضر دائماً للإصغاء الينا، ليكفكف دموعنا ويعيد الإبتسامة الى وجوهنا، فلنتحلّى بالصّبر والأمل ولنثق أن إلهنا أكبر من كل المشاكل والأحزان لنشرق فرحاً مهما اسودّت أيامنا...
منقول