✥ القديسان الصانعا العجائب العادما الفضّة قوزما وداميانوس الرومانيان (القرن 3م) :
﴿ الجمعة ١ / ٧ / ٢٠١٦ ﴾
✥ أَلسِّنْكسَار ✥
زمنهما: عاش هذان القديسان في رومية وقضيا في المسيح حوالي العام 284م، زمن الأمبراطور كارينوس الذي اعتلى العرش بين العامين 283 و284م.
نشأتهما: لمّا كان قزما ودميانوس أخوين بالجسد، تربيا على الفضيلة وعمل الرحمة. وزّعا كل مالديهما من أموالٍ وثروات وتعلما الطب على يد وثنيٍّ بارز. قصدهما كان الاقتداء بالمخلص المحبّ البشر خدمةً للمتألمين.
خدمتهما: بعد أن أتقن قزما ودميانوس الطب، راحا يستعملان الأدوية والعناية الطبيّة بمثابة واجهة لمداواة أسقام الناس والبهائم بذكر اسم الربّ يسوع، طبيب النفوس والأجساد، الذي أخذ أوهاننا وحمل أمراضنا. وإذ كانا يمتنعان عن تقاضي أيّ أجر على أتعابهما، كانا يقدّمان ثمناً لشفاء الأجساد:
الإيمان بالربّ يسوع مخلّص العالمين. ذاعت شهرتهما في كل مكان فقصدهما الناس المتعبون من أقصى الأرض وكانا يقيمان في قرية قريبة من رومية. كل الذين نالوا البرء بصلاتهما وعنايتهما كانوا يعودون إلى ديارهم مستنيرين بالإيمان بيسوع ويذيعون بمراحم الله.
اضطهادهما: أثار صيتهما الطيّب حسد الوثنيين وحقدهم، في تلك النواحي حيث يخدمان، هؤلاء اشتكوا لدى الأمبراطور أن نجاح القدّيسين يُعرّض للخطر عبادة الآلهة، حماة السلطة الأمبراطورية. كذلك اتهموهما باللجوء إلى السحر لخداع الناس ونشر الديانة المسيحية. استدعى الامبراطور القديسين وحاول أن يعيدهما إلى عبادة الآلهة الوثنية، وبدل أن يحصل هذا، تحوّل الأمبراطور ومن معه إلى عبادة المسيح بفضل النعمة الإلهية التي كانت لقدّيسيّ الله. وهكذا نجحا في إتمام خدمتهما دون حيادٍ عن الحق.
استشهادهما: استشهاد القديسين كان بيد أحد الوثنييّن، وهو الطبيب الذي علّمهما المهنة. هذا أضمر لهما الشرّ لكنه تودّد لهما، فلمّا كان موسم جمع النباتات الطبيّة في الجبل خرج وإياهما منفردين ثمّ عمد إلى قتلهما وإخفاء جسديهما في التراب. بحث السكان عنهما في كل مكان إلى أن اهتدوا إليهما. جُعلا في مدفن واحد. لم يكفَّا منذ ذاك، عن اجتراح العجائب سواء بفضل عظامهما أوفي رؤى لمجرد ذكر اسميهما وطلب شفاعتهما لدى الله.
✥ القديس البار بطرس إيفندروس (+854م): وُلد خلال فترة وصاية الإمبراطورة إيريني (797 – 802م)، أمّ الإمبراطور قسطنطين السادس. من عائلة معروفة.
أبوه قسطنطين كان بطريقاً وجنرالاً في الجيش الإمبراطوري. انكبّ، بحميّة، منذ سن مبكّرة، على الدروس ليجمع في نفسه، نظير النحلة العاملة بنشاط، كل ما وجده سامياً في الفلسفة والأدب.
تزوج وصار، بدوره، بطريقاً ورئيس أركان الجيش. رافق الإمبراطور نيقيفوروس الأول في حملته العسكرية ضدّ البلغار. فلما وقعت معركة كروم الدامية التي شهدت مقتل الإمبراطور سنة 811م، وقع بطرس أسيراً هو وخمسون من النبلاء.
لكن ظهر له القديس يوحنا اللاهوتي أثناء الليل وأطلقه من قيوده ونقله إلى الأرض البيزنطية. إثر ذلك طلّق بطرس العالم واعتبر كل ما فيه سِقطاً ثمّ اعتزل في جبل الأوليمبوس في بيثينيا حيث صار راهباً. تتلمذ للقديس يوانيكيوس الكبير المعيَّد له في 4 تشرين الثاني. تمرّس، على مدى أربع وثلاثين سنة، بالطاعة والشهامة، على حياة الفضيلة. فلمّا رقد القديس يوانيكيوس بالرب سنة 846م، عاد إلى القسطنطينية واستقرّ بقرب كنيسة إيفندروس التي كان قد أسّسها على مسافة غير بعيدة عن القرن الذهبي ليتابع فيها سعيه النسكي. قضى هناك ثماني سنوات، بعد وفاة زوجته وولده، في كوخ بناه بيديه.
كان يلبس الخيش وتحته، على الجلد، ثوباً من القش المجدول جرى دفنه فيه. كان يبقى عاري القدمين في كل وقت ويروّض جسده بالأصوام والأسهار وكل أعمال النسك التي تدنيه من الكائنات اللاهيولية. بعد رقاده في أول تموز سنة 854م جرت بجسده عجائب عدّة بين الذين كانوا يأتونه، بإيمان، موقّرين.