أنا العبدة والأم
لمار افرام السرياني
بمثل تلك الكلمات التهبت أحشاء مريم
:وكأنها تداعبه قائلة
من الذي وهبني أنا البتول أن أحمل في بطني
!وألد ذاك الواحد الذي يملأ الكل
!إنه طفل صغير، لكنه عظيم
!فهو بكليته معي، وهو بكليته يملأ كل مكان
!في اليوم الذي جاء فيه جبرائيل إلى ضعفي صرت حرة وليس عبدة
!فأنا أمة لألوهيتك، وأم لناسوتيتك، يا إلهي وابني
يا ابن الملك... لقد صارت بك العبدة فجأة ابنة للملك
هوذا أحقر من في بيت داود وهي ابنة الأرض
قد دخلت بك يا ابن داود السماء
كم أنا مندهشة، فإن الطفل الراقد أمامي هو أقدم من كل شئ
عيناه تحملقان في السماء بغير انقطاع
وفمه يبدو - حسب ظني - يلهج بسكونه محدثًا الله الآب
أيها الينبوع... كيف أفتح لك ينبوع اللبن؟
أو كيف أطعمك، وأنت تقوت الكل من مائدتك؟
كيف أقمتك باللفائف يا من تلتحف بأشعة المجد!؟
يا ابن الواحد... إن فمي لا يعرف كيف يدعوك؟
فإنني أرتعب عندما أتجاسر فأدعوك ابنًا ليوسف
لأنك لست من زرعه، أخاف أن أنكر اسم ذاك الذي خطبت له
أأدعوك إذًا ابنًا لكثيرين، وأنت ابن الله الواحد؟
إن عشرة الآف اسم لا تكفيك، فأنت ابن الله وابن الإنسان أيضًا
نعم، أنت ابن داود ورب مريم
من الذي جعل إله كل فم يصمت؟
فقد قام الناس عليَّ بسبب حملي الطاهر بك
من أجلك يا محب الكل صرت أنا مطّوبة
هوذا أنا الذي حملت وولدت حصنًا للناس، صرت مضطهدة
لقد هاج البحر على أمك، كما سبق وهاج على يونان
هوذا هيرودس - الموجة الغاضبة - سعت لكي تغرق رب البحار
أأهرب أم لا؟
فأنت هو مرشدي يا إله أمك؟
سأهرب بك لكي أقتني لي فيك الحياة في كل مكان
فالسجن معك ليس هو بسجنٍ، إذ بك ينطلق الإنسان إلى السماء
والقبر معك ليس بقبرٍ، لأنك أنت هو القيامة.