لاحظت مرثا على ابنها أندرو علامات الضيق.
أخذته في حضنها وقبّلته،وبدأت تسأله عن سبب ضيقه.
أجابها أندرو:
"أُمّاه، إني متعجب فإن صديقي مارك قد سقط في المدرسة أثناء اللعب وانكسرت يده والعجيب أنه حتى وهو متألم وجهه كان مملوء بشاشة.
مارك إنسان لطيف ومحب،
وسخي، ويعطي الفقراء،
دائمًا متهلل ومع هذا يتعرض لضيقات كثيرة،
لماذا يسمح له الرب بذلك؟"
بابتسامة لطيفة روت مرثا لابنها
القصة التالية:
منذ سنوات كان بالمدينة شاب متزوج وكان هو وزوجته ملحدين،
لا يؤمنان بوجود الله وكانا لا يطيقان اسم يسوع المسيح،
ويحسبون السماء خرافة،
والصليب أضحوكة.
لم يشعرا قط بالسعادة،
مع أنهما تزوجا بعد فترة طويلة من الحب.
كانا يظنّان أنهما سيكونا أسعد أسرة في العالم.
لكن لم تمر شهور حتى حلّت الخلافات بينهما،
وفقدا سلامهما،
وصارت الحياة بالنسبة لهما جحيمًا لا يُطاق ،
وفي أحد الأيام فوجئنا بخبر مؤلم جدًا،
فقد أطلق الرجل الرصاص على زوجته ثم ضرب نفسه وارتمى قتيلاً بجوارها ،
تسلّمت إحدى المربيات طفلهما الصغير اليتيم،
وكانت تهتم به جدًا،
لكن كان الطفل يمر بأزمات نفسية مُرّة بسبب حياة والديه المُرّة ،
خاصة حين أطلق والده الرصاص ،
كانت المربّية مسيحية،
وفي أول أحد ذهبت به إلى الكنيسة ثم سلمته لخادمة في مدارس التربية الكنسية، وسألتها أن تهتم به،
وكان كل أهل المدينة يعلمون ظروف هذا الطفل المسكين.
بدأت المدرسة الدرس بأن أمسكت بصورة السيد المسيح ثم قالت للأطفال:
"من يعرف من هو هذا؟"للحال رفع الطفل يده وقال بدهشة عجيبة:
"أنا أعرفه! لقد رأيته! إني أبحث عنه!"دُهشت المدرسة وهي تتطلع إلى الطفل وهي تقول:
"متى رأيته؟".أجاب الطفل:
"لقد رأيته! إنه هو بعينه! حين أطلق أبي الرصاص على والدتي وعلى نفسه،
ظهر لي وحملني على ذراعيه،
ومسح دموعي،
وهدّأ من نفسي! كيف أنساه؟
حين كنت وحدي في مرارة ظهر لي وسندني!".
إذ روت مرثا هذه القصة سألت أندرو:
"هل عرفت لماذا يسمح الله لنا بالضيق؟"أجاب أندرو:
"لقد عرفت، فإنه يريد أن نراه يحملنا على ذراعيه؛ نعرفه فنحبه ونشتهي أن نراه".
وسط الأسود الجائعة رأى دانيال ملاكك.
ووسط أتون النار ظهرتَ أيها العجيب وسط الثلاثة فتية.
في كل ضيقة تتجلّى، لعلنا نراك ونتمتع ببهاء مجدك.
مرحبًا بكل ضيقة ما دمت تتجلّى لي!
لأراك فلا أُبالي بكل الضيقات