يتألف الكتاب المقدس من عدد كبير من الأسفار
(كتب) يبلغ عددها 73 سفر تتوزع على قسمين أساسيين :
46 سفر في العهد القديم ، و27 سفر في العهد الجديد تتكلم عن فترة تاريخية تتراوح من 1800 ق م إلى 100 م وكتبت بلغتين وهما العبرية للعهد القديم واليونانية للعهد الجديد إضافة إلى بعض المقاطع التي كتبت باللغة الآرامية من العهد القديم .
مايهمنا في دراستنا هذه هو عرض لمخطط العهد القديم ولو بإيجاز كمدخل عنه .
إن محور العهد القديم يأتي من اسمه عهد ، فهو كتاب يتكلم عن عهد
أقامه الله مع أشخاص معينين فهو ميثاق عهد الله بالبشر مع الانتباه إلى أن العهد عادة يتم بين طرفين متساويين أما هنا بين شريكين غير متساويين هما الله الخالق والإنسان المخلوق ، فالله هو من تدخل لإقامة العهد الذي رابطته الإيمان بالله . والعهد القديم ككتاب يعتبر مجلد من مجموعة كتب كتبها عدد من رجال الله بأساليب مختلفة .
1 – التوراة : وتتألف من خمسة أسفار تنسب للنبي موسى تتكلم عن تأسيس العالم والشعب اليهودي ومسيرته وهي : التكوين-الخروج-اللاويين-العدد-التثنية .
وهي تعرض تنظيم الشعب اليهودي منذ بدايته وحتى استفراره في المنطقة حيث أصبح كيانا اجتماعيا سياسيا مستقرا ، شكل المملكة المتحدة وذلك في الشمال والجنوب وكانت قصير العمر فتأسست في عهد داوود وانتهت بعهد ابنه سليمان في القرن 10 ق م .وتمتعت هذه المملكة بكل صفات الإمبراطورية من إدارة مركزية وبلاط وهيكل للعبادة وأدارة شديدة التنظيم وجيش نظامي .
2 – الكتب التاريخية : تحكي ناريخ الشعب اليهودي بعد أن أقام في أرض الموعد بعد خروجه من مصر وهذه الأسفار هي : يشوع – قضاة – راعوث-ملوك1+2-صموئيل1+2-أخبار الأيام1+2-عزرا-نحميا-طوبيا-يهوديت-استير-مكابيين1+2.
4 – الكتب التعليمية : وهي أيوب-مزامير-أمثال-الجامعة-نشيدالأنشاد-حكمة سليمان-حكمة ابن سيراخ .
5 – الكتب النبوية : تقسم إلى قسمين :
أ – الأنبياء الكبار :وسميت كذلك لأن أسفارهم أكبر من الآخرين وهي : أشعياء-أرمياء-مراثي أرمياء-باروك-حزقيال-دانيال.
ب – الأنبياء الصغار : هوشع-يوئيل-عاموس-عوبديا-يونان-ميخا-ناحوم-حبقوق-صفنيا-حجاي-زكريا-ملاخي .
وجملة القول هي بأن العهد القديم هو رحلة سفر بين المتعاهدين الله والشعب اليهودي الذي تعهد بعبادة الله الذي تعهد بحمايته لهذا الشعب وإرسال المخلص الذي تحقق بمجيء الرب يسوع المسيح في العهد الجديد ، حيث حقق كل النبوءات وبهذا نستطيع القول بأن العهد القديم هو رسوم وظلال للعهد الجديد ، تفهم وتتجلى على ضوء فهمنا للعهد الجديد ، لذلك يجب قراءة العهد الجديد أولا ثم العهد القديم . وليس كما يظن البعض أن العهد القديم مصيره المزبلة بحلول عهد النعمة ، لأن الرب يسوع قال "ما أتيت لأتقض بل لأكمل "(متى5 :17 ) وبهذا فإن قراءة العهد القديم تفيدنا لنصل إلى كمال الناموس بالعهد الجديد عهد الرب يسوع المسيح .
المراجع :
مدخل إلى العهد القديم (الأب د بولس طرزي) .
معجم اللاهوت الأرثوذكسي (ابراهيم مسوح) .
مدخل عهد قديم (غير مطبوع للأب د يعقوب خليل /البلمند).