القناعة تعنى أيضا إكتفاء المؤمن بما لدية من ماديات والإنسان القانع هو الراضي
بحاله والشاكر الله دائما على وضعه ويقبل كل الأمور بلا تذمر ولا ضجر
إن القناعة تقود إلى راحة الذهن وهدوء القلب وراحة البال أو السلام الداخلي
وهى عمل النعمة في قلب المؤمن المتدرب على حياة النسك والزهد وعدم التمسك
بماديات العالم الفانية . وفي هذا المجال يقول القديس بولس الرسول إني قد تعلمت
أن أكون مكتفيا بما أنا فيه (بما عندى)تدربت أن أشبع وأن أجوع أى بتكيف مع
الظروف في العسر واليسر . مع القناعة فهي تجارة عظيمة لأننا لم ندخل العالم
بشىء ولا نقدر نخرج منه بشىء . فإن كان لنا قوت وكسوة ومسكن فلنكتفى بهما
ثم يضيف الرسول بقوله وما الطامعون الذين يريدون أن يكونوا أغنياء في
الماديات فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومضرة تغرق الساعيين
بجمع المال في العطب والهلاك لأن محبة المال أصل لكل الشرور إذ تقود للظلم
والقسوة والسرقة واستحلال مال اليتيم والأرامل والرشوة والكذب والكراهية الذي
إذا إبتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة فهو يقود إلى القلق
والحيرة وفقدان السلام وعدم إرضاء الله أو الناس وتفضيل الذات عن غيره
الأنانية وهي من أسباب تعاسة الناس ... ومن نتائج القناعة هى الفرح والسرور
والإطمئنان والرضا بالموجود والثقة والعودة ألى الله والإتكال الكامل عليه