(سلام لك أيها الممتلئة نعمة الرب معك )
إن عبارة ممتلئة نعمة تعبر عن سبب فرح القديسة مريم إذ صارة موضوعا خاصا
لنعمة اللة المجانية الخاصة للقديسة مريم . لقد كان التجسد مستحيلا لولا إرادة اللة
ولولا قول العذراء هوذا أنا أمة الرب ليكن لى كقولك لقد إستطاعت مريم أن تتخلى
عن ذاتها تماما لكى ما تفسح المجال لعمل اللة فيها إن المسيح المخلص لم يأتى إلينا
إلا عن طريقها لذلك أصبحت شفيعتنا المقتدرة ولم تعودى ملكا انفسك بل أصبحتى
بكليتك ملكا الى اللة . إن الدماء التى سرت من شرايينها إلى شرايين جنينها هى
الدماء التى سالت على عود الصليب لفتداء العالم كلة . لقد نالت القديسة مريم هذا
اللقب لأنها صارت مسكنا لمصدر النعمة ذاتها . هذا اللقب الذى نطق بة الملاك
للقديسة مريم بأن تكونهى إبنة صهيون التى تمثل شعب اللة المختار كلة فقبل أن
يدخل إليها الملاك ليذيع بشارتة المفرحة كانت مختارة بحسب تدبير اللة السرى
العجيب لتكون أما للمسيح لقد إصطفاها وطهرها وقدسها وملأها نعمة لكى تصير
ما كانت علية إن قداسة مريم عمل العناية الإلهية حيث كانت هى موضع فكر اللة
وكانت معدة سريا للبشارة وحديث الملاك لها يقرر الوضع الحاصل (سلام لك أيتها
الممتلئة نعمة وليس التى ستمتلىء فهى كانت إمتلأت نعمة قبل بشارة الملاك لها .