ظهر عليها ملاك وهي على وشك الموت:
تذكري، بعض الأعمال الصغيرة وتصلين الى السماء لكن بغيابها لن تدخ
روما
قصةٌ ستحثك على التفكير على الرغم من عدم واقعيتها، أراد كاتب المقال الاضاءة على الامور المهمة في الحياة وطريقة عيشها.
أصيبت امرأة كانت على خلاف مع زوجها بمشكلة صحية. ظهر عليها ملاك وهي على وشك الموت ليقول لها، إنه وعلى ضوء تقييم أعمالها الصالحة وأخطائها، لن تتمكن من دخول السماء وأعطاها بعض الأيام الإضافية على الأرض لكي تحرز الأمور الواجب عليها اتمامها. قبلت المرأة العرض وعادت الى منزلها وزوجها. لم يوجه لها الزوج الكلام إذ ان الزمن مرّ وهما على خلاف.
خرج الرجل من البيت للعمل فبدأت بغسل ثيابه بعد ان توقفت عن غسلها لفترة طويلة وحضرت وجبة فاخرة ووضعت الورود على المائدة وبطاقة كتبت عليها:
“أعتقد أنك سترتاح أكثر في النوم على السرير الذي كان سريرنا حيث أثمر حبنا أولاداً وحيث شعرنا بالحماية ورافقنا بعضنا البعض. ينتظرنا حبنا في ذاك السرير الفارغ. إن كان باستطاعتك مسامحتي، نلتقي هناك.” زوجتك
فكرت بعد أن كتبت هذه الكلمات إن كانت أصيبت بالجنون: تطلب الصفح وهو من بدأ بالصياح والمشاجرة عندما خسر عمله وهو من زاد الوضع سوءاً في كل مرحلة؟
إلا أنها سمعت صوت الملاك يقول لها:
– “تذكري، بعض الأعمال الصغيرة وتصلين الى السماء لكن بغيابها لن تدخلي.”
أدركت المرأة أن الأمر يستحق العناء فأضافت على الرسالة بعض الكلمات العذبة:
“أدرك اليوم كم خفت عندما خسرت العمل وأدرك أنني لم أكن الى جانبك في تلك اللحظات العصيبة فسمحت لك بتمزيق وحرق رسائل الحب التي كنت قد أرسلتها لك. بدأت أنت ترسم وغضبت كثيراً لكونك تهدر ما جمعناه من المال على هذه اللوحات التي اعتبرت ان لا قيمة لها. كان عليّ أن أشجعك على بيعها. كانت بالفعل جميلة جداً. لكنني كنت يائسة أنا أيضاً واعتبرت ان الأجر الذي كنت تتقاضاه في الشركة أكثر أماناً لنا ولم أتمكن من رؤية ألمك وخوفك. أطلب منك السماح يا حبيبي وأعدك بأن الأمور ستتغيّر من الآن فصاعداً. أحبك”
عندما دخل الزوج المنزل، لاحظ بعض الأمور المختلفة مثل رائحة الطعام وأغنيته المفضلة والرسالة على الأريكة. عندما خرجت الزوجة من المطبخ حاملةً الطبق، وجدته يبكي كالطفل. توجهت نحوه لتحضنه ولم يكن عليها قول شئ إذ بكيا معاً وحملها نحو السرير ليحبها كما في اليوم الأول. تناولا بعدها وجبة الطعام وهما يضحكان بشدة متذكرَين قصص اولادهما الطريفة.
ساعدها على ترتيب الطاولة، كما كانت عادته، وفي حين كانت تغسل الصحون، رأت من النافذة الملاك واقفاً في
الحديقة فخرجت مسرعةً نحوه تبكي وتقول:
– رجاءً، تشفع لي. لا أريد أن أترك هذا الرجل وحده اليوم. أحتاج الى مزيد من الوقت لأشجعه على بيع لوحاته وتحسين الأمور وأعدك أنه ومع الوقت ستعود السعادة له فأتمكن أنا من المغادرة.
فأجاب الملاك:
– ليس عليّ بأخذك الى أي مكان. تعرفين الآن من أين تبدأ السماء. تذكري الجحيم الذي كنت تعيشين فيه ولا تنسي يوماُ أن السماء قريبة جداً.
وسمعت المرأة حينها صوت زوجها يقول:
– حبيبتي، الجو بارد، فلنخلد الى النوم وغداً يومٌ آخر.
فأدركت أن فعلاً الغد يوم آخر!