أحد الإختبارات الثمينة لنا في الحياة هي مصادفة الجحود، لأنه عندها يمكننا المشاركة ولو بدرجة قليلة عن إحزان قلب الله. عندما نعطي بكرم ولا نستلم الكثير كاعتراف بعملنا، يزداد تقديرنا لذاك الذي أعطى ابنه الحبيب لعالم ناكر للجميل. عندما نسكب أنفسنا دون كلل لأجل الآخرين، ننضم إلى شركة ذاك الذي أخذ مكانة العبد لأجل جنس جاحد. يُعد عدم تقديم الشكر واحداً من ميزات الإنسان الساقط. يذكّرنا بولس بقوله أنه عندما عرف العالم الوثني الله، لم يمجّدوه أو يشكروه كإله (رومية 21:1). اكتشف أحد المرسلين إلى البرازيل قبيلتين ليس عندهما كلمة «شكراً.» حين يقدّم لهم معروفاً يقولون، «هذا ما أردته بالضبط» أو «هذا مفيد لي.» ومرسل آخر يعمل في شمال أفريقيا، وجد أن هؤلاء الذين يخدم وسطهم لا يعبّرون عن شكرهم لأنهم كانوا يقدمّون له فرصة ليكسب أجراً من الله. ينبغي على المرسل أن يكون شاكراً، هكذا أحسّوا، لأنه يكتسب نعمة بسبب ممارسة اللطف نحوهم. إنكار الجميل مشترك لكل المجتمعات. أحد البرامج الإذاعية كان يجد الوظائف للعاطلين عن العمل ونجح في تشغيل 2500 شخص. وأفاد المشرف على البرنامج أن عشرة فقط قدّموا له الشكر. إحدى المعلّمات المكرسّات سكبت حياتها في خمسين صف من الطلاب. وعندما بلغت سن الثمانين تسلّمت رسالة من أحد طلاّبها السابقين يخبرها كم يقدّر مساعدتها له. لقد عملت في التدريس مدّة أربعين سنة وكانت هذه رسالة التقدير الوحيدة التي استلمتها. لقد قلت أنه يحسن بنا اختبار انكار الجميل لأنه يعطينا انعكاساً ولو بسيطاً عما اختبر الرب كل الوقت. وسبب آخر لأهمية الإختبار أنه يطبع فينا أهمية روح الشكر. نأخذ بركاته كأمر مسلّم به. وكثيراً ما نفشل في التعبير عن تقديرنا لبعضنا البعض لأجل حسن الضيافة، لأجل الإرشاد، لأجل السفر، لأجل التدبير ولأجل عدد لا يحصى من أعمال الرأفة. نقبل على قبول هذه الحسنات وكأننا نستحقّها. دراسة حادثة العشرة برص يجب أن تذكّرنا دائماً أن الأسباب الداعية للشكر كثيرة لكن القلوب الشاكرة قليلة. هل نحن من بين هذه الأقلية؟
سعاد الادارة العامة
عدد المساهمات : 22227 نقاط : 30251 تاريخ التسجيل : 10/10/2014 الموقع : لبنان
موضوع: رد: أَلَيْسَ الْعَشَرَةُ قَدْ طَهَرُوا؟ فَأَيْنَ التِّسْعَةُ؟ الخميس سبتمبر 22, 2016 5:44 am
طرحٌ راااائع ومعبّرٌ للغاية يا أختي بنت العذراء الغالية
وزوّادة روحيّة غاية في الأهميّة الرّب يبارك كلّ أعمالك وحياتك
ابوسيفين المشرف العام
عدد المساهمات : 854 نقاط : 1650 تاريخ التسجيل : 12/11/2014 الموقع : القاهرة
موضوع: رد: أَلَيْسَ الْعَشَرَةُ قَدْ طَهَرُوا؟ فَأَيْنَ التِّسْعَةُ؟ الجمعة سبتمبر 23, 2016 10:53 pm
يجب أن تذكّرنا دائماً أن الأسباب الداعية للشكر كثيرة لكن القلوب الشاكرة قليلة. هل نحن من بين هذه الأقلية؟ ---------------- الاخت المصونة / بنت العذراء اشكرك جدا على هذة المساهمة الرب يبارك خدمتك الى الابد