التأمل اليومي
فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السماوات هو كامل
(مت 5 : 48)
الكمال طريقنا للسعادة
-------------------------
ربما لا يكون من الغرابة أن نؤمن بحقيقة الارتباط والصلة بين الكمال ودخول الملكوت وبين الكمال و الاقتراب من الله ، ولكن أحيانا ينتابنا الشك فى حقيقة وجود صلة بين الكمال والسعادة ، إذ يظن البعض أن الكمال لا يجلب على حياة الإنسان أى سعادة بل كل آلم وفقر وحرمان وأن بلوغ السعادة يمكن ان يتأتى دون الولوج والسير فى طريق الملكوت .
إن الحياة المسيحية تؤكد لنا تماما ان كل غنى فى السعادة لا يمكن أن تتبارك به حياة الإنسان بمعزل عن السلوك بكمال الإنجيل ، إذ أن الكمال وحده هو القادر أن يهب سعادة الحياة وبدونه لا يمكن أن تثبت نفس فى السعادة .
قال الأديب الروسي ليو تولستوي " اننا نبحث عن السعادة غالباً وهي قريبة منّا، كما نبحث في كثير من الأحيان عن النظارة وهي فوق عيوننا ،" ، وهذا حق ، لأن السعادة فى طاعتنا للإنجيل وهذا ليس بالأمر المستحيل أو بعيد المنال ، ومن ثم فالسعادة قريبة منك ، بل تقرع على باب حياتك كل حين منتظرة السماح لها بالدخول والاستقرار .
صديقى ، ضع نصب عينيك كل حين أن :
+ دينونة الانسان سوف لا تكون فقط على أساس تلذذه بالخطية ورفضه للتوبة ، بل و رفضة أيضا للكمال والسعادة المسيحية ، ومن يرفض الكمال يرفض اكليل الحياة و شركة أمجاد الدهر الآتى .
+ الذى يؤمن بما فى الكمال من سعادة يسعى فى طريقه والذى لا يؤمن بذلك يزدرى ويضطهد كل من يسعى فى اقتناؤه ، ومكتوب أن " الذي ولد حسب الجسد يضطهد الذي حسب الروح.. " (غل 4 : 29).
+ كل من يرفض الكمال يرفض أن يأتى إلى المسيح لئلا يوبخ رفضه للنور والاستقامة ، أما الذى يسعى فى الكمال ويدركه فتتحول كل إشتياقاته لرؤية المسيح ودخول الملكوت .
+ النفس التى ترفض السير بكمال ترفض الحياة والسلام ، والنفس التى تسعى إليه تقنتيه وتتبارك به ، بل وتصير آية فى كل الشعوب والأزمان .
+ رفض الكمال لا يحمل لحياتنا فقط الخسارة والندم بل ويفقدنا القوة على الوصول لما نشتهيه لحياتنا من أمور بسيطة وغير باقية ، وذلك لان النفس غير الكاملة نفس مليئة بالعيوب والشرور ، وهذا كفيل بأن يحرمها من نوال ما تطلبه وتشتهيه .
+ الكمال يولد الفرح داخل النفس ،ومسرة الإنجيل أن نفرح كل حين ( فى 4 : 4 ) ، بيد ان هذا الفرح لا يتآتى لمن رفض الحياة حسب الإنجيل وقرر ترك السلوك بالروح وفضل البقاء تحت عبودية الجسد والجسدانيين .
+ لا يستطيع العالم أن يهبنا سعادة وكمال ، كما لا يستطيع أن يذكينا لنوالهما ، والويل لمن ذهب وراء مغرياته وحرم نفسه من كل ما يجعله فى مجد وقبول لدى الله والسمائيين .
+ إن جوع أنفسنا وعطشها للكمال والسعادة لا يعوضهما سلوكنا برفاهية وتدقيق بعيدا عن روح المسيح والإنجيل ، ولكننا نحتاج لضمير صالح وجديد وإرادة مقدسة وفكر مستنير ، لان هذه الأمور سترشدنا دائما لقدر ما يحتاجه جوعنا وعطشنا لكمال المسيح وبره .
+ مسيحنا هو الطريق للكمال والسعادة ورفضنا له رفضا للكمال والسعادة ، وقبولنا له قبولا للكمال والسعادة أيضاً .
+ كثيرون حاولوا البحث والعيش فى سعادة بمعزل عن الكمال اتكالا على ما لديهم من غنى فى المادة والمراكز والكرامات الزمنية ، بيد أن هؤلاء حفظ لنا التاريخ عجزهم وفشلهم ، إذ أغفلوا دور الكمال فى بث السعادة داخل النفس ، ومن ظن أن هناك طريق للسعادة بعيدا عن السير بكمال فقد خدع نفسه وخسر كل رجاء ومجد ويقين وميراث مع الغالبين . لك القرار والمصير .
--------------------------------------------------------------------------------
اذكرونى فى صلواتكم
--------------------
الإثنين أكتوبر 03, 2016 9:57 am
