طفل عجائبيّ يتدخّل في أصعب المحن

طفل عجائبيّ يتدخّل في أصعب المحن

طفل براغ. تمثال صغير أحضرته أميرة إسبانية اسمها "ماريا مانريك دي لارا" إلى منطقة بوهيميا، وهو هيدية من أمّها بمناسبة عرسها. يبلغ طوله تسع عشرة إنشاً وهو مصنوع من الشمع البرّاق. بدورها قامت الأميرة المذكورة بإهداء الطفل إلى ابنتها الأميرة "بوليسكينا". وفي سنة 1623، عندما أصبحت هذه الأخيرة أرملة، قرّرت تكريس بقية أيامها لأعمال التقوى والمحبة، فاستفاد من ذلك رهبان الكرمل في براغ.
عندما مرّت الرهبنة بضائقة مادية، أوحي للأميرة بوليسكينا ضرورة تكيرم التمثال لتفيض الخيرات. هكذا تمّ، فحصل الرهبان على خيرات روحية وزمنية، أكّدت لهم أنّ تمثال براغ الإلهي مُبارك من الله.
وفي 15 تشرين الثاني سنة 1631، غزا الملك "غوستافوس أدولفوس"، ملك السويد، براغ، فنهب جيشه الكنائس والأديرة. وفيما كان الرهبان منشغلين بالهروب، نسوا أن يأخذوا معهم طفل براغ. وعندما وجده الغزاة رموه في كومة من النفايات. وبالرغم من أنّه مصنوع من الشمع، لم يتضرّر، باستثناء فقدان يديه، فبقي منسياً لسبع سنوات.
وعندما عاد السلام، بدأ الراهب "سيريللوس" الذي كان مُتعبداً لطفل براغ بالبحث عن التمثال إلى أن وجده. وعندما عثر عليه، وضعه وهو مبتور اليدين على المذبح في كنيسة صغيرة. وفي أحد الأيّام، وفيما كان الراهب يُصلّي أمام التمثال سمع صوتاً يقول له: "إرحمني وسأرحمك، أعطني يدي وسأعطيك السلام". عندئذ، لاحظ الراهب سيريللوس أن يدَي الطفل مبتورتَين، ولا بُدّ من ترميمهما. فقصد المسؤول في الدير، وطلب مُساعدته، إلاّ أنّ أوضاع الرهبنة لم تكن تسمح بذلك. لم يستسلم الراهب إزاء هذا الواقع، بل بقي يُصلّي بحماس للمُساعدة. وعندما حصل الدير على مبلغ كبير من المال، اعتقد رئيس الدير أنّه من الأفضل شراء تمثال جديد عوضاً عن إصلاح القديم. لكنّ التمثال الجديد لم يُسلّم، فبات تصليح التمثال القديم أمراً محتوماً. إلاّ أنّ رئيس الدير استقال قبل تصليح التمثال، وعادت الرهبنة إلى مشاكلها الاقتصادية السابقة. وهنا، برز اقتراح الطفل الإلهي: "ضعوني بجانب السكرستيا، وستحصلون على المال". وهذا ما فعله الأب سيريللوس، فتمّت مكافأة إيمانه بشكلٍ واضح، إذ دخل غريب إلى "السكرستيا" وعرض أن يتحمّل ترميم التمثال، وبإذن من الدير، حصل الأب سيريللوس على صورة الطفل العجائبي يسوع مُرممة.
وفي هذه الفترة، تفشّى مرض الطاعون في المدينة، وأصيب رئيس الدير أيضاً. وبعد أن تمّ تذكيره بالتمثال العجائبي، نذر بتطواف القربان المُقدّس التابع للقداس أمام التمثال، وذلك لتسعة أيّام مُتتالية، فحصل على الشفاء.
وبعد فترة تعرّضت الجمعيّة مجدداً لمشاكل مادية قاسية، فأمر رئيس الدير كلّ الرهبان بأن يشتركوا في عبادة خاصة لطفل "براغ"، وبعد ثلاثة أيام، تمّ الحصول على حسنات وافرة غير متوقّعة.
سنة 1644، أقام البارون "لوبكوويتز" كنيسة صغيرة للطفل الإلهي وفي عيد اسم السيد المسيح، تمّت مُباركة الكنيسة واحتُفل بالقربان المُقدس في هذه الكنيسة للمرة الأولى. ومنذ ذلك الوقت، يُحتفل بعيد طفل براغ الإلهي في الأحد الثاني بعد الغطاس.

اشكرك على مشركتك الجميلة

بركة الرب يسوع تكون معاكى

» صلاة فى الشدائد و المحن
» شفاءٌ عجائبيّ بواسطة القديس شربل
» أسوأ ... أجمل ... أفضل ...أصعب ..
» زوادة اليوم: أصعب شي بالحياة