مذيعة وصفت القديس شربل بأنه عفريت! فجاءها الرد في الرسالة التالية!
– قامت إحدى المذيعات بانتقاد القديس شربل بطريقة لاذعة قائلة أنه عفريت. القديس شربل كما جميع القديسين، ليسوا بحاجة الى الدفاع عنهم، فهم عاشوا حياتهم بحسب إرادة الله وما المعجزات التي اجترحوها إلا دليل على علاقتهم الوطيدة والحميمة بالرب يسوع. ولكن كان لا بد من أن يكون هناك رد بسيط أو بالحري رسالة مباشرة للسيدة منال موريس التي نعتت القديس شربل بالعفريت. هذا الرد جاء على لسان الخوري طوني الخوري ننشره في ما يلي ولن ننشر الفيديو تفاديا للتسويق له ! أُختي العزيزة
طِرتُ البارحة مساءً على أجنِحَةِ النسور إلى عُشّها، لأستغفر القديس شربل عنك وأسأله لكِ نور الحقّ الإلهي، هو الذي يُقيمُ في الحقّ، فتعرفين الحقّ، ولي موهبة الكلام فأُخاطِبَك بِما يليق بالقديسين المُقَدّسين بالحقّ.
أنا لا أعرف مَن أنتِ ولا مَن وراءكِ ولا انتماءَكِ ولا خلفيّتَك الدينيّة، مع أنّني سمعتك تتكلّمين عن يسوع المسيح الذي أَعبُد، والذي عبده القديس شربل وكرّس له حياتَه في البرّ وقداسة الحقّ(أف4\24).
ولكنَّ عُذراً، فالأمور اختلطت عليَّ بعضَ الشيء، عندما سمِعتُ من فمِك الشيء ونقيضه، فتساءلتُ إن كان يَسوعِيَ هو حقّاً يَسوعُكِ، وإنجيلي هو حقّاً إنجيلك! لماذا؟
لأنني أعلَم عِلمَ اليقين أنَّ مَن كان من الله يتكلَّم كلامَ الله، ولا يسمَح للسانِه بأن يَنطِقَ بِما لا يليق، وبما ليسَ مُصلَحاً بالملح(كول4\6)، وبِما يُشعِرُ السّامعين بالغثيان ولا يزيدهم نعمة(أف4\29)؛ فلَعمري، أن الحقيقةَ التي أتى بِها سيّدي يسوع، والتي حَملها تلاميذه وبمَن فيهم القديس شربل، تترك في النفسِ هدوءًا وسلاماً حقيقيين، لا سوءًا ورغبَةً في التقيؤ، وهو ما أصابني بالفعل لدى سَماعي تِلك الكلِمات الغريبة عن ثقافة المؤمنين بيسوع المسيح وعن إنجيليه.
أُختي العزيزة،
لست في وارد الدخول معكِ في مُجادلاتِ ومُهاتراتٍ ومُمَاحَكَات(1طيم5\4-5)، لستُ على إلفَةٍ معها. ولكنني أُصارِحكِ بأنني حاولت مراراً وتكراراً أن أُقارِب بين قولِك والحقيقة، فَلَم أفلح، لا لأنّني لستُ على إدراك وفكرٍ متوقِّد، بل لأن إيماني بيسوع المسيح جعلني على حساسيّةٍ عالية أعرف من خلالها التمييز بين ما هو للمسيح وما ليس له، ومَن هو للمسيح ومَن ليس له، ومَن هو مَع المسيح ومَن ليسَ معه، ومَن يَجمَعُ مع المسيح ومَن لا يفعل.
وفي الحقيقة، إنَّ ما وصفك للقديس شربل ب”الشيطان” و”العفريت”و”الكائن الفضائي”، وغيرها من العبارات الساقطة التي تردّدت من على لسانك أكثر من مرَّة، واللغة التهكميّة التي لجأتِ إليها لاستمالة الضعفاء ولملء الهواء بسبقٍ إعلامي أقلّ ما يُقالُ فيه أنّه رخيص، ولِتَصفي من خلالها بِما لا يليق، ولا يُسمَحُ لِكِ، جسد القديس شربل المقدّس بنعمة المسيح، والمُطيّب، أيّ طيب، بِدَمِ الحَمَل، لا تَمَتُّ إلى الأدب الإنجيلي بِصِلَة، ولا تليق بالقداسة ولا بالقديسين، ولا بالإيمان والمؤمنين، وطبعاً هي ليست من قاموس المحبّة، لأنّ “المحبّة لا تظنٌّ السوء ولا تأتي قباحة”(1كور13\5).
وعلى الرغم من أنني أعرف جيّداً من أين أتيتِ بها ومَن وراءها، فإنني لا أسمح لنفسي بأن أقول، لكي لا أجرح شعورك الإنسانيّ كوني أؤمن بالله وبالإنسان خليقته الجميلة، وبيسوع المسيح ابنه الوحيد الذي افتداني بدَمٍ ذكيٍّ، وبالروح القدس الذي يُثمِرُ فينا ثمار المحبّة واللطف، وأَمقت أعمال الإنسان الخارجة عن أصول اللياقة الإنجيلية والمحبّة.
ويا سيّدتي، إنّ القديس شربل صاحب الجسد الذي لَم تَريَ فيه جمالاً وحدّقتِ بِه من الوراء، من أكتافه ورقبته، وأسأتِ إلى صورته البهيّة، وقدّمتِ للمُشاهدين صورة الأب الحبيس أنطونيوس شَينا المعروض في الكَفَن يوم وفاته أمام المُصلين، على أنّه هو، ليس بحاجةٍ إليَّ لكي أُدافع عنه؛ فكراسي وعصيّ المُخلَّعين والمشلولين والذين لا يستطيعون حراكاً، المعروضة في دير عنّايا، وعشرات آلاف الأعاجيب الجسدية والروحيّة التي حدثت ولا زالت، هي الإجابَة الصارِخة على الأضاليل التي تفضّلتِ بِها، والتي تدعوكِ إلى الإيمان على الأقل “من أجل الأعمال”(يو10\38).
وأنا على يقينٍ من أنّ أعجوبَةً واحدةً إضافيّةٌ من هذه الأعاجيب ستطالك في قلبِك فتحوّله إلى المحبّة الحقيقية، بشفاعة القديس شربل، فتأتين عندها على وجه أجنحة النسور إلى دير مار مارون عنّايا، حيث نسرُ النسور، وعيناك مغرورقتان بدموع التوبة، وتجثين على رُكبتيك أمام عظائم الله في شربل، وهذا اليوم ليس ببعيد. فإلى اللقاء حول ضريح القديس شربل.