سقطة آدم
للراهب الشيخ يوسف الفاتوبيذي
لماذا لم يمنع الله سقطة آدم مع أنّه رآها مسبقاً ؟
لو أن الله منع سقطة آدم، لكان بتدخله قضى على حرية الإنسان التي منحه إياها هبة.
لو أنه نزع حرية الإنسان، لكان صار سلوك الإنسان وخلاصه قَسريين،
ولكان فقد الإنسان شخصيته وتحوّل إلى خليقة من دون إرادة.
لقد فضّل الله أن يبدّل خُطَطه على أن يأخذ منه أهم مكوّن لشخصيته، أي حريته.
لقد أضاف الله مكوّناً ثانياً نافعاً للإنسان:
عدالته ضد الخبث والكره الشيطانيين.
يؤمن الشيطان أن بتشتيت الإنسان، يمنع مخططات الله ويحطّم شَبَه الإنسان بالله.
وهكذا هو يؤمن بأنه قادر على الانتقام من الله وتجريد الإنسان من قيمته في الوقت نفسه.
وبالتالي، الله لم يمنع الشيطان من تنفيذ مخططه الشرير لكي يسحقه كلياً عند اتخاذه الطبيعة البشرية بذاته،
أي بتجسده لاحقاً.
بهذه الطريقة، الإنسان الذي كان ضحية الشرّ الشيطاني صار قادراً على أن يقوم
(أفسس 21:1)،
ليس فقط في هذا الزمان بل في السنوات الآتية أيضاً.
لهذا،
لو أن الله منع سقوطه لكان حرمه من المجد الذي أُعطي له باتّحاده الجوهريّ
مع الله نفسه بتجسُّده.