عائلتي ... إلى أين تسير ؟؟؟
إلى أين نسير ونحن في زمانٍ طريقنا مملوء بالذئاب المفترسة،
وقافلة البيت تسير بمفردها؟؟
تيقظوا ، لن يبقى شيء اسمه الأسرة:
البيت خالٍ من المشاعر، والفايس بوك متخم بالمشاعر والحب..
بيتٌ كل فرد فيه دولة مستقلة، منعزل عن الآخر،
ومتصل بشخص آخر خارج البيت لا يعرفه ولا يقربه..
بيتٌ لا جلسات فيه، لا حوارات، لا مناقشات، لا مواساة.
هكذا هي بيوت العنكبوت، واهية:
الأب الذي كان تجتمع حوله العائلة، تبدّل وصار «راوتر»..
والأم التي كانت تلملم البيت بحنانها ورحمتها، تحوّلت وصارت شاشة تلفاز..
الأم، الأب، الأبناء، تحوّلوا من مسؤولين إلى متسوّلين..
يتسوّلون كلمة إعجاب من هنا، ومديحاً مزيّفاً من هناك، وتفاعلاً من ذاك وهذا وهذه..
أصبحنا نستجدي الحنان من الغريب، بعدما بخلنا به على القريب.
زوجة تعلّق على كل منشورات الرجال الغرباء، وتُعجب بصورهم الشخصية،
وزوجها يترقّب منها كلمة إعجاب واقعية!
زوج يلاطف هذه، ويتعاطف مع تلك، وهنّ غريبات بعيدات،
وزوجته بالقرب منه ولكنها لم ترَ عطفه ولا لطفه.
أم تراقب كل العالم في مواقع التواصل، لا يمر منشور إلا وتضع بصمتها عليه،
ولكنها لا تدري ماذا يوجد في بيتها، وهل لها بصمة في سكينته ومودته وتربوياته..
والدٌ يهتم بكل مشاكل العالم، ويحلل وينظّر لكل أحداث الأسبوع،
وهو لا يعلم ماذا يدور في بيته، ولا يستطيع تحليل سبب الجفاف العاطفي والروحي فيه.
أمٌ يُحزنها ذلك الشاب الذي كتب "إني حزين"، وهي لا تدري أن ابنتها غارقة بالحزن والوحدة.
والدٌ يخطط لنصيحة شابة تمر بأزمة نفسية، وهو لا يهتم بابنه الذي يعيش أزمات..
ابنٌ معجب بكل شخصيات الفايس بوك، ويراها قدوة له، ويحترمها ويبادلها الشكر لما تنشره..
ووالده الذي تعب لأجله لم يجد منه كلمة شكر ولا مديح..
لماذا أصبح واقعنا على هذه الصورة؟
لأننا نبحث عن رسالتنا خارج البيت..
نريد أن نؤدّي رسالتنا خارج أسوار البيت، مع الآخرين، مع البعيدين، مع الغرباء، مع من لا نعرفهم.. أصبحنا نهوى الغرباء ونميل إليهم.
ما هو الحل؟؟
الحل بأن نتيقن أن الرسالة الحقيقية هي التي تبدأ من بيوتنا ومع أهلنا..
بأن نتيقن ولو لمرة واحدة بأن مدارسنا، جامعاتنا، معاهدنا، مصانعنا، جبهاتنا،
صنعتها البيوت الطاهرة، الآمنة..
البيوت التي بناها أهلها بالطهارة قبل الحجارة.
ولنعلم أننا عندما نعمل على أداء رسالتنا في البيت قبل الشارع،
ستنتهي أكثر مشاكلنا..