الاتضاع ينصرك!
*******
كان القديس الأنبا أنطونيوس يغلب الشياطين بالاتضاع.
فحينما كانوا يتكاثرون عليه، كان يقول لهم باتضاع
: "أيها الأقوياء، ماذا تريدون مني أنا الضعيف؟"
وكان يصلي قائلا:
"أنقذني يا رب من هؤلاء الذين يظنون أنني شيء، مع أنني أضعف من أن أقاتل أصغرهم".
ولما كان الشياطين يسمعونه وهو يصلي هذه الصلاة المملوءة اتضاعا ما كانوا يحتملون، بل كانوا ينقشعون كالدخان.
***
والقديس مقاريوس الكبير كان يغلب الشيطان أيضا بالاتضاع:
في إحدى المرات ظهر الشيطان للقديس مقاريوس وقال له:
"ويلاه منك يا مقاره! أي شيء أنت تعمله ونحن ما نعمله؟
أنت تصوم ونحن لا نأكل.
أنت تسهر ونحن لا ننام.
أنت تسكن البراري والقفار ونحن كذلك بشيء واحد تغلبنا"
فسأله القديس ما هو؟ فأجاب: باتضاعك تغلبنا.
***
الاتضاع يغلب الشيطان لأسباب كثيرة منها:
1. لأن الشيطان غير متضع، والاتضاع يذكره بكبريائه التي أسقطته.
2. لأن الاتضاع يذكره بصورة المسيح الذي أخلي ذاته وأخذ شكل العبد، لكي يخلص البشرية.
ومجرد هذه الذكري تتعبه، فيذهب.
3. لأن المتضع إذ هو معترف بضعفه يستعين بقوة الله لتعينه في حروب الشيطان.
وهذا أخوف ما يخافه الشيطان.
***
ولهذا وجدت العبارة الآتية:
قال الشيطان لله: أترك لي الأقوياء فإنني كفيل بهم
. أما الضعفاء فإنني لا أقوي عليهم
.
فإذ يرون أنه ليست لهم قوة، يحاربونني بقوتك.
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †