تأثير الأم القوي على طفله - القد القديس نكتاريوس -
تنشئة الأولاد يجب أن تبدأ في مرحلة الطفولة .
هذا ضروري من أجل توجيه قوى الطفل الروحية – فور بداية ظهورها- ، نحو الخير ، والفضيلة ، و الحقيقة ، وفي نفس الوقت إبعادها عن الشر ، و البذاءة ، والكذب. هذا العمر هو الأساس الآمن الذي سيشيد عليه فهم الطفل الأخلاقي و الفكري .
يقول Fokilidis: "من الضروري تعليم الشخص القيام بالعمل الجيد في حين لا يزال طفلا ، " لأن الأنسان يبدأ من مرحلة الطفولة ، كمحطة بداية، بخوض سباق الحياة . يؤكد القديس باسيليوس الكبير : "من الضروري للروح أن توجه منذ البداية نحو ممارسة الفضيلة ، حيث لا تزال لينة و قابلة للتشكيل كالشمع ؛ بحيث ، عندما يبدأ الطفل في الكلام واكتساب الفطنة ، يوجد الطريق المتألف من المفاهيم الأولية و الآداب الورعة التي تخزن في البداية ، متيحة له القدرة على التكلم بآمور جيدة ومفيدة و ملهمة إياه إكتساب السلوك الأخلاقي السليم .
" حقا! من لا يوافق على أن الانطباعات الأولى خلال مرحلة الطفولة تبقى راسخة بشكل دائم و لا تنسى ؟ من يشك في أن التأثيرات المختلفة خلال مرحلة الفتوة المبكرة تنطبع بعمق بروح الطفل الرقيقة، حيث تستمر في الوجود بشكل واضح طوال فترة حياته؟
الطبيعة وضعت الأهل ، لكن خاصة الأمهات ، ليكونوا المدربين خلال هذه المرحلة المبكرة من الحياة .
بالتالي، فمن الضروري لنا تعليم وتربية نساء فاضلات بشكل مناسب و بجدية ، بسبب دورهم الرفيع كمعلمين، لأنهم سيكن بمثابة الصور و الأمثلة التي سيتبعها أطفالهن.
الطفل يقلد إما الفضائل أو العادات السيئة لوالدته - حتى صوتها وتصرفاتها، حتى روحها و سلوكها- ، لدرجة أنه يمكننا أن نشبه الأطفال بالمسجلات الصوتية التي بداية تسجل الصوت، ومن ثم تشغله مرة أخرى كما صدر، في نغمة مطابقة ، بنفس الجودة ، وبنفس اللهجة و التركيز .
كل نظرة، كل كلمة ، كل إشارة ، كل فعل من الأم يصبح نظرة و كلمة و تعبير و إشارة، و فعل لطفلها .
يلاحظ Asterios: "أحد الأطفال يتحدث بالضبط مثل والدته ، وآخر يحمل شبها واضحا لشخصيتها، بينما آخر يأخذ طريقة وسلوك والدته. " بسبب وجودها المستمرمع طفلها و من خلال استشاراتها المتكررة ، الأم تؤثر تأثيرا عميقا في روح وشخصية طفلها ، و هي أول من توفر له الدفع الأولي نحو الفضيلة.
_________________________________________________ |