– ما هي الأيقونة و إلى ماذا ترمز ؟



– ما هي الأيقونة و إلى ماذا ترمز ؟ تعودُ كلمةُ "إيقونة" إلى نموذجٍ منَ "الفنِّ المقدَّسِ"، يُنفَّذُ على لوحةٍ خشبيَّةٍ أو مرمريَّةٍ، ويتجاوبُ معَ تعليمِ الكنيسةِ المكتوبِ والشفهيّ، ضمنَ نظمٍ فنّيَّةٍ ولاهوتيَّةٍ تجعلُه مكانًا لتأمِّلِ اللهِ، ومُقَدِّسًا للأزمنةِ والأمكنة. لا تُختصرُ الإيقونةُ بجهدِ فنَّانٍ فرديٍّ، بل هي ثمرةُ اختبارٍ صوفيٍّ ودينيٍّ وليترجيٍّ وكنسيٍّ، ولغّةٌ تجسِّدُ عقائدَ الكنيسةِ وتعليمَها ولاهوتَها في أشكالٍ مرئيَّةٍ رمزيَّةٍ، تَستحضرُ الشخصَ أو الحدثَ الممثَّلَ، لتَكشفَ كلَّ تدبيرِ الخلاصِ التاريخيّ. تُصَوِّرُ الإيقونةُ الإنجيلَ وتُبيِّنُ حبَّ اللهِ بتميُّز. توجِّهُ حواسَّ المؤمنِ وعقلَه وكلَّ عناصرِ طبيعتِهِ البشريَّةِ نحو العلى، نحو الكلّيِّ القدرةِ، نحو الحاجةِ الوحيدةِ، حيثُ يُصبحُ غيرُ المنظورِ منظورًا في الإيمان. إنَّها تمثيلٌ روحيٌّ للإنسانِ الممجَّدِ في السماءِ وللحدثِ الإلهيِّ المحقَّقِ في التاريخِ، ومكانُ لقاءٍ بين الخالقِ والمخلوق. تضعُ الإنسانَ في حوارٍ ووحدةٍ مباشرةٍ معَ الله. هي تُزهرُ في الصلاةِ وتقودُ إلى الصلاةِ وتغتذي بصلاةِ الكنيسة. تعيشُ الإيقونةُ، الكلمةُ المرئيَّةُ، في حياةٍ خاصَّةٍ سرّيَّةٍ لا تنفصلُ البتَّةَ عن حياةِ الكنيسةِ الشرقيَّةِ الأسراريَّةِ وسنَتِها الليترجيَّة. تكتملُ بالكلمةِ المقروءةِ، وتشهدُ معها للحقيقةِ نفسِها. تَجلي أمامَ الأعيُنِ ما تحملُهُ الكلمةُ المقروءةُ إلى الإصغاءِ الداخليّ. فبينَ الإيقونةِ والكلمةِ المقروءةِ تناغمٌ وظيفيٌّ ليترجيٌّ يَصبُّ في خدمةِ البشارةِ الإنجيليَّة. ترافقُ كلَّ أعيادِ السنةِ الليترجيَّةِ البيزنطيَّة. ليستِ الإيقونةُ هدفًا بحدِّ ذاتِها، بل وسيلةٌ ونافذةٌ بينَ الأرضِ والسماءِ تَنفتحُ في كلا الاتّجاهَين، فتُظهِرُ الطبيعةَ الإنسانيَّةَ والطبيعةَ الإلهيَّةَ غيرَ المُختلطتَين في شخصِ المسيحِ، الكلمةِ المتَّجسِّد

» إلى ماذا ترمز المرساة في المسيحية ؟
» الى ماذا ترمز اشارة السمكة في المسيحية ؟
» ماذا لو أصغينا لروحنا ... ماذا تريد أن تقوله لنا ... !!!
» الصليب في الأيقونة
» الأيقونة المُنقذة