هل يستجيب الله كل طلبات الإنسان؟؟؟
ألم يقل الرب يسوع لنا بقوة :
"اسألوا تُعطَوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يُفتَح لكم. لأن كل من يسأل يأخذ. ومن يطلب يجد. ومن يقرع يُفتَح له." ( متى 7:7-8)
... نرفع قلوبنا الى فوق ونطلب ونضرع وننتظر ، ومنا من يمل الإنتظار ويغلبه الضيق ... ولكن
لماذا نلقي اللوم على الله دائماً ؟
هل سألنا انفسنا مرة، إن كنا قد رفعنا الصلاة بإيمان وثقة أم لا،
وإن كنا قدمنا اعترافاتنا وتبنا الى الله ؟ الله الذي لا يقبل صلاة الخاطئ إلاّ في حالة واحدة هي ، عندما يطلب المؤمن الخاطئ الصفح والمغفرة من الرب ، بدموع حارة وتوبة صادقة . واحيانا كثيرة لايستجيب الرب طلبتنا ، لأنه يعلم مسبقاً وهو العالم بخفايا القلوب ومكنوناتها . ان في تحقيقها ضرراً وخطرا على حياتنا الروحية ومسيرة خلاص نفوسنا ، فهو عالم بما فيه خير لحياتنا اكثر منا .
وأحياناً يتمهّل الله بالإستجابة لطلباتنا ، لإظهار قوة إيماننا وثقتنا بقدرته على تحقيق الخير لحياتنا، ويذكر الإنجيلي متى في انجيله عن المرأة الكنعانية التي سارت خلف يسوع حين كان قرب صور وصيدا وكانت تصرخ: «ارحمني يا سيد يا ابن داود ابنتي مجنونة جداً»(مت15: 22)
فلم يجبها الرب فوراً ، بل تمهّل وأوحى لها انه لايستجيب لطلبتها ، وذلك ليظهرللناس من حوله قوة إيمانها. وهي الكنعانية وهم اليهود الشعب المختار .
فكانت بصبر والحاح وثبات تواصل طلبتها .
وبعد أن كلّمها الرب يسوع واجابته بكلامها الملفت وهذا ما اراد الرب من كلامها أن يسمعه الناس من حواليه . جذبهم ليدركوا أنها كانت ثابتة على الإيمان به، وقد أجابته بتواضع وفهم كبيرين .
مدح الرب ايمان المرأة وشفى ابنتها المريضة .
كانت هذه الآية عن الكنعانية لنتخذها لنا قدوة لنصلي بلا فتور.
واما نحن حين نشعر بالضيق ونفاذ الصبر علينا ان نقول وبهدوء دافعين محاولات الشرير لتيئيسنا ونقول بثقة ورجاء : لتكن مشيئتك يا رب.
وقد علّمنا الرب الصلاة ومارسها امام تلاميذه لنتعلم منه كيف نصلي ، كان ينفرد بالآب السماوي كل يوم مرات عديدة بصلوات حارة ، وعندما كان الرب له المجد يصلّي ، كانت صلاته مناجاة الذات للذات .
فهو والآب واحد في الجوهر وهو في الآب والآب فيه كما قال هو عن نفسه (يو14: 10).
لذلك دعوة الرب لنا أولا للتوبة وقبول الحياة به فالتوبة تجزي العطاآت على محبي الرب .
صحيحي ان الله يشرق شمسه على الأخيار والأشرار . ويرزق الزارع زرعه لان كل ما خلقه الله هو من اجل الإنسان ولمصلحته كيفما كان . أو تحقيق المطالب والإحتياجات ، فلها طقوسها التي هي التوبة والإيمان الراسخ والثقة بان الله يحقق كل ما فيه خير لنا ، في الوقت الذي يحدده هو وليس نحن .
فلنصلي لكي ينقي الرب نفوسنا وافكارنا وعقولنا من كل روح مشوش ومضل . ويزرع فينا الثقة بقدرته وبمحبته لنا التي لاتوصف.
وان يرزقنا كل ما فيه الخير لمسيرتنا اليه وبلوغ كل رضاه والفوز بسكنى معه في جنات الفرح والسلام الأبدي |