من هو الكاهن، وما هو دوره، أمام الله والناس.
------------------------------------------------------------
في الجبل المقدّس، آثوس، إذا أرادوا اختيار أحد الرهبان للكهنوت،
يختارون ذاك الذي يملك ميزتين أساسيّتين:
المحبّة والتواضع.
فالمحبّة تجعله يعيش بسلام مع إخوته ومع الآخرين،
والتواضع يجعله يقبل كل تسليم الكنيسة بطاعة مطلقة.
هاتان الميزتان لا بدّ منهما أيضاً للكاهن الراعي،
فإضافة إلى معناهما العميق بالنسبة للكاهن الراهب،
فإن لهما معنىً أشمل بالنسبة للراعي، فالمحبّة تطلقه إلى الآخرين،
والتواضع يطلقه إلى ذاته. بالمحبّة يستطيع أن يرعى ويعلّم
ويقدّس ويجدّد رعيّته، وبالتواضع يستطيع أن يعود إلى ذاته
ليجدّدها بالتوبة ويقدّسها.
فتقديس الرعيّة مرتبط إلى حدّ بعيد بقداسة الكاهن الشخصيّة.
هاتان الميزتان، المحبّة والتواضع،
هما الأساس الذي لا بدّ من توفّره في رعاة الكنيسة،
لكي يتمّ تقديسهم بالرب وبالتالي تقديس رعاياهم،
"فالطغمة الكهنوتيّة تقتضي أن يكون البعض أنقياء وأن يتنقّى الآخرون،
أن يكون البعض مستنيرين وأن يستنير الآخرون،
أن يكون البعض كاملين وأن يصير الآخرون كاملين" .
وإذا استطاع الكاهن أن يصير أباً حقيقيّاً لرعيّته،
استطاع أن يجعل من الكنيسة أماً حقيقيّة لهم،
يستمدّون منها حياتهم وقداستهم.
_________________________________________________ |