سيرة القديس الرسول يوحنا الانجيلي اللاهوتي

سيرة القديس الرسول يوحنا الانجيلي اللاهوتي

القديس بروخوروس

ترجمة
دير راهبات السيدة - بلمانا
2005

تقديم

"الذي اتكأ على الصدر" وارتشف من هناك الحبَّ الإلهي, هبَّ لكي يبشَّر به حياةً وخلاصاً لكل الأمم. إنه القديس يوحنا بن زبدى, الذي كان صيَّاداً للسمك بسيطاً, الذي رافق السيد كتلميذ له وكان بقربه عند الصلب, الذي سمع صوته من على الصليب "هذه أمُّك" ليؤمَّنه على مريم أمه بالجسد.

هو الذي انفتحت السماوات له فعاين ما لا تستطيع عينٌ أن تراه ولا أن يخطر على قلب بَشَر, شاهد الحمل الذبيح من أجل حياة العالم. هو الذي بشر قائلاً: "الذي كان من البدء, الذي سمعناه, الذي رأيناه بعيوننا، الذي تأملناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة.لأن الحياة قد ظهرت ورأيناها, ونشهد ونبشركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب فظهرت لنا.

الذي رأيناه وسمعناه به نبشركم لتكون لكم أيضاً شركة معنا, وشركتنا إنما هي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح, ونكتب إليكم بهذا ليكون فرحكم كاملاً" (1 يو 1 : 1 - 4)

يُسرنا في دير راهبات السيدة العذراء-بلمانا, أن نُصدر كتاب "حياة القديس يوحنا الإنجيلي اللاهوتي", كما دونها تلميذه بروخوروس, والتي نتعرف فيها على أتعابه وجهاداته في سفراته وتجوالاته التي قام بها ليُعرف الناس بسيده.

أحب السيد الذي أناره وغرس في قلبه نور الحق والقوة, فأخبر مذيعاً بعظائم الله وحبه, أليس هو القائل "إن الله محبة"! انعجنت نفسه بالعشق الإلهي, وانصهر قلبه بحب سيده, وانسحق كيانه لتواضع معلمه, واستنار ذهنه بالنور الذي شاهده على طور ثابور, فكيف يجد للسكوت مكاناً بعدُ؟ لقد تدفق كجدول راعد عذب بمياه الخلاص وكلمات الحياة.

صلواتنا، بشفاعات القديس يوحنا, أن تكون حياته هذه التي نضعها بين أيدي القراء, دافعاً حياً وقوياً لنكتشف "المحبة التي منحنا إياها الآب حتى نُدعى ونكون أبناء الله" (1 يو 3 : 1)

آمين
تذكار القديس غريغوريوس اللاهوتي
25/01/2005

أيها الرسول المتكلم باللاهوت، حبيب المسيح الإله،

أسرعْ وأنقذ شعباً عادم الحجة،

لأن الذي تنازل أن تتكئَ على صدرهِ يقبلك متوسلاً،

فإليه ابتهل أن يبدّد سحابة الأمم المعاندة،

طالباً لنا السلامة والرحمة العظمى.

بصلوات ابينا القديس الرسول

يوحنا الانجلي

ارحمنا يا رب و خلصنا

_________________