رغدة نائب المدير العام
عدد المساهمات : 15155 نقاط : 19773 تاريخ التسجيل : 10/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: +عفّة راهب + السبت نوفمبر 01, 2014 8:41 am | |
|
عفّة راهب
قرّرت إحدى النساء العائشات في الخطيئة أن توقع في حبائلها أحد الشيوخ المتوحّدين الذي كان يعيش في الجبل بعيدًا عن المدينة. وكان هذا معروفًا من الجميع بحسن سيرته وفضيلته. فتنكّرت المرأة بثياب داكنة اللون وفضفاضة كي تحجب جمالها ومفاتنها، ثمّ قامت ومضت إليه، وقد رافقتها بعض رفيقاتها اللواتي رحن ينتظرنها عند سفح الجبل. وصلت الزانية إلى قلاّية الناسك عند المغيب، وقرعت الباب، ففتح لها الشيخ، ولمّا رآها اضطرب قائلاً في نفسه: "كيف تأتي امرأة إلى هنا في هذا الوقت؟ لعلّ هذا من حيل العدوّ". ثمّ سألها: "من أنت؟ وماذا تريدين؟". أمّا هي فأجهشت بالبكاء من دون أن تتكلّم. وأخيرًا قالت له: "لقد مشيت ساعات في هذه البراري، وأنا أهيم على غير هدىً. وكان معي بعض من أصحابي. لكنّي انفصلت عنهم لبضع دقائق، وتهت، ولا أدري كيف وصلت إلى هنا. لذا أرجوك، حبًّا بالله، لا تتركني خارجًا وحدي لئلاّ تلتهمني الوحوش". فارتبك الشيخ ارتباكًا شديدًا وقال في نفسه: "كيف أجعل امرأة داخل قلاّيتي؟ إنّ أمرًا كهذا لم يحدث لي قطّ. ولكن كيف أترك، أيضًا، خليقة الله خارجًا عرضة للوحوش المفترسة؟ إنّ موقفًا كهذا غير إنسانيّ، لا بل هو جريمة". وفي نهاية المطاف أشفق عليها وأدخلها. وما إن دخلت هذه حتّى كشفت عن حقيقتها. فبدأت نيران التجربة تستعر في قلب الناسك. وضع الشيخ بساطًا على الأرض، وطلب من المرأة أن تنام عليه. أمّا هو فتوجّه إلى القسم الداخليّ من القلاّية، وركع وبدأ يصلّي بحرارة قائلاً: "عليّ أن أجابه، في هذا المساء، حربًا ضارية ضدّ العدوّ المنظور وغير المنظور، فإمّا أنتصر، أو أهدر كلّ أتعابي سدىً". وعند منتصف الليل اشتدّت عليه وطأة التجربة. ولبضعة لحظات أحسّ أن مقاومته قد ضعفت. فقال في نفسه: "الذين يلوّثون أجسادهم بالإثم يهلكون. فاصبر، يا راهب، لأنّ احتمال التجربة أقصر من احتمال عذابات جهنّم وأسهل". ثمّ قام بعد ذلك، وأضاء القنديل، وجعل إصبعه فوقه حتّى احترق. وكان هناك نار أخرى تضطرم في جسده، فلم يكن يشعر بالنار وهي تلهب يده. وبعد هذا مدّ إصبعًا ثانيًا حتّى احترق أيضًا. ولم تطلع شمس الصباح حتّى كان الرجل قد أحرق أصابع يده الخمسة. أمّا تلك الشرّيرة، فكانت تتابع خلسة جهادات الشيخ التي كان يمارسها في لحمه، فلمّا رأت شدّة مقاومته اضطربت. في هذه الأثناء، قامت صديقاتها، واقتربن من القلاّية كي يسخرن من الشيخ، فوجدنه يصلّي خارجًا، فقلن له: "هل مرّت بك امرأة من هنا يا أبانا؟". فأجابهنّ: "إنّها نائمة في الداخل". فدخلن، فوجدنها مائتة. فاضطربن وقلن له: "يا أبانا إنّها مائتة". وللحال كشف الشيخ عن يده، وأراهنّ أصابعه المحروقة، وقال: "انظروا ما فعلت بي ابنة إبليس. إلاّ أنّ ناموس المسيح يأمرني أن أقابل الشرّ بالخير". قال هذا، ثمّ قام وصلّى ودفن الجثّة في التراب.
خير لك أن يهلك أحد أعضائك ولا يلقى جسدك كلّه في جهنّم" (متّى 5: 30)
|
|
|
| |
|
نصيف خلف قديس خادم الكل (ابن افا كاراس)
عدد المساهمات : 2341 نقاط : 3134 تاريخ التسجيل : 09/10/2014 الموقع : الكويت
| موضوع: رد: +عفّة راهب + السبت نوفمبر 01, 2014 11:13 am | |
| | |
|
ايرينى المدير العام
عدد المساهمات : 2613 نقاط : 3107 تاريخ التسجيل : 19/10/2014 الموقع : القاهرة
| موضوع: رد: +عفّة راهب + السبت نوفمبر 01, 2014 8:15 pm | |
| قصة وعظة جميلة جدااا
شكرا رغدة .. ربنا يباركك | |
|
joulia المدير العام
عدد المساهمات : 11984 نقاط : 15820 تاريخ التسجيل : 11/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: +عفّة راهب + الأحد نوفمبر 02, 2014 5:01 am | |
| | |
|
رغدة نائب المدير العام
عدد المساهمات : 15155 نقاط : 19773 تاريخ التسجيل : 10/10/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: +عفّة راهب + الأحد نوفمبر 02, 2014 8:46 am | |
| | |
|