[rtl]منذ البدء يحاول الشرير أن يسكت صوت الخير، تارةً بالخداع وطوراً بالقوة.[/rtl]
[rtl]فعندما كانت الوصية الأولى لآدم وحواء، عرف الشرير كيف يخدعهما [/rtl]
[rtl]ويجعلهما يرفضان كلمة الله ويبتعدان عن خلاصهما.[/rtl]
[rtl]
[/rtl]
[rtl]وعندما قَبِل الرب تقدمة هابيل، رفض قايين أن يستمع إلى تحذير الرب [/rtl]
[rtl]وقام على أخيه وقتله ظانّاَ أنه بذلك يسكته، إلاّ أنّ الرب قال لقايين:[/rtl]
[rtl]"صوت دم أخيك صارخٌ إليّ من الأرض" (تك 4: 10)،[/rtl]
[rtl]فأصبح هابيل يصدح صوته إلى اليوم وإن لم يتكلم. [/rtl]
[rtl]أما أبرار العهد القديم الذين آمنوا بكلمة الله فقد "تجرّبوا في هزء وجلد،[/rtl]
[rtl]ثم في قيود أيضاً وحبس، رُجموا، نُشروا، حُرّبوا، ماتوا قتلاً بالسيف (عب 11: 36-37)،[/rtl]
[rtl]ومع ذلك حافظوا على إيمانهم بكلمة الله منتظرين تحقيق وعد الله [/rtl]
[rtl]حتى لو لم يكن ذلك في حياتهم.ّ[/rtl]
[rtl]
[/rtl]
[rtl]كذلك يوحنا المعمدان، الذي كان صوتاً صارخاً في البرية يعدّ الطريق لإبن الله،[/rtl]
[rtl]حاول الشرير إسكاته وقد قطع هيرودس رأسه بناءً على طلب زوجة أخيه ليتوقّف صوت تأنيبه لهما لكنّ كلامه بقي مسموعاً إلى اليوم:[/rtl]
[rtl]"أعدّوا طريق الرب، اصنعوا سبله مستقيمة: (لو 3: 4).[/rtl]
[rtl]ولما حلّ ملء الزمان وتجسّد كلمة الله، [/rtl]
[rtl]سعى الشرير بكل الوسائل إلى أن يسكت كلمة الله. [/rtl]
[rtl]
[/rtl]
[rtl]ففي حين مولد الرب يسوع حرّك الشرير هيرودس ليقتل كل أطفال بيت لحم [/rtl]
[rtl]كي لا يترك أثراً لابن الله وكلمته، ثم لاحقاً في التجربة على الجبل [/rtl]
[rtl]أراد الشرير أن يخضع الرب يسوع له عبر الإغراء،[/rtl]
[rtl]وكانت قمّة العنف عندما سُمّر كلمة الله على الصليب ليختفي صوته،[/rtl]
[rtl]فكانت النتيجة معاكسة إذ بارتفاعه جذب كلمة الله إليه كلّ الناس (يو 12: 32).[/rtl]
[rtl]لا يستطيع الموت أن يأسر مبدأ الحياة [/rtl]
[rtl]كما لا يستطيع صمت القبور أن يحجب صوت كلمة الله،[/rtl]
[rtl]فبموته على الصليب حطم كلمة الله قيود الجحيم [/rtl]
[rtl]ودحر قوّة الموت وبقيامته أعطى الحياة لكل الذين يقبلون كلمته.[/rtl]
[rtl]
[/rtl]
[rtl]من هنا نفهم كيف أن القديسين ما عادوا يهابون الموت،[/rtl]
[rtl]بل حملوا كلمة الله للبشر أجمعين حتى في وقت استشهادهم، [/rtl]
[rtl]ووصل إلينا على مرّ العصور الكثير من شهاداتهم [/rtl]
[rtl]التي لم يقيّدها اضطهاد أو نفي أو موت، بل تناقلتها الأجيال.[/rtl]
[rtl]يقول القديس يوحنا الذهبي الفم:[/rtl]
[rtl]"أيدينا مقيّدة وليس لساننا، إذ لا يوجد ما يقيّد اللسان إلاّ الجبن وعدم الإيمان.[/rtl]
[rtl]فإن لم يوجد هذان الأمران فينا فإنه حتى وإن قُيّدنا بالسلاسل [/rtl]
[rtl]فإن الكرازة بالإنجيل لا تقيّد...[/rtl]
[rtl]إنها كلمة الله وليس كلمتنا![/rtl]
[rtl]القيود البشرية لا تقدر أن تقيّد كلمة الله".[/rtl]
[rtl]
[/rtl]
[rtl]يجب أن ندرك مدى عظمة العطية التي أعطيت لنا، لأننا أُهلنا لأن نسمع كلمة الله،[/rtl]
[rtl]فهل قبلناها معاشةً في حياتنا، وهل نكرز بها لمن هم حولنا؟[/rtl]
[rtl]الكلمة لها قوة حقيقية.[/rtl]
[rtl]نستطيع بكلماتنا أن نبني من يسمعنا أو أن ندمّره [/rtl]
[rtl]لذلك يوصينا بولس الرسول قائلاً:[/rtl]
[rtl]"لا تخرج كلمة ردية من أفواهكم، بل كلّ ما كان صالحاً للبنيان، حسب الحاجة،[/rtl]
[rtl]كي يعطي نعمة للسامعين" (أف 4: 29).[/rtl]
[rtl]وربنا يعلّمنا أنّنا بكلامنا نخلص أو نُدان: [/rtl]
[rtl]"إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حساباً يوم الدين،[/rtl]
[rtl]لأنك بكلامك تتبرّر وبكلامك تُدان" (مت 12: 36-37).[/rtl]
[rtl]لقد منحنا الله قوّة عظيمة أن نغلب الشيطان بذبيحة المسيح على الصليب [/rtl]
[rtl]إن شهدنا له كما يرد في سفر الرؤيا: [/rtl]
[rtl]"هم غلبوه (أي الشيطان) بدم الخروف (أي المسيح) وكلمة شهادتهم" (بؤ 12: 11).[/rtl]
[rtl]ما أعظم كلمة الله التي تمنح الغلبة لكل من يشهد لها.[/rtl]
[rtl]
[/rtl]
[rtl]فإن كنّا نحن البشر الضعفاء ننطق لها، لكنها في الأساس ليست كلمة بشرية[/rtl]
[rtl]بل هي كلمة إلهية لا يقوى عليها الشرّ، [/rtl]
[rtl]بل تغلب العنف بالوداعة و"الشرّ بالخير" (رو 12: 21).[/rtl]
[rtl]
[/rtl]