طروبارية القديس ديمتريوس
إن المسكونة وجدتكَ مُنجداً عظيماً،
في الشدائد وقاهراُ للأمم يا لابس الجهاد ديمتريوس،
فكما إنك حطمت تشامخ لهاوش،
وفي الميدان شجَّعت نسطر،
كذلك أيها القديس توسَّلْ إلى المسيح الإله
أن يُنعمَ بغفران الزلات لنفوسنا.
تعيد له الكنيسة الأرثوذكسية في 26 تشرين الأول.ولد القديس ديمتريوس في مدينة تسالونيكي في أواسط القرن الثالث، كان إبن عائلة مسيحية نبيلة من مقاطعة مكدونيا شمال اليونان،
كان والده قائداً عسكرياً أنشأه على ضبط النفس والجهاد والأمانة، فتلقى قدراً وافراً من العلم ثم إنخرط في الجندية كأبيه وأضحى قائداً عسكرياً، فعيّنه الأمبراطور مكسيميانس، رغم صغر سنه، قائد جيش تساليا حاكماً على اليونان، إلا أن ديمتريوس كان مؤمناً بيسوع المسيح فحاول عيش الإنجيل محبة وسلامًا وبرًّا فراح يعلّم كلمة الله ويعمل بها، فكان يقضي أيامه في خدمة القريب، وإسعاف البائسين وتنوير أذهان الشعب الجاهل بتعليمه قواعد الإيمان وتبشير الوثنيين بإنجيل الرب يسوع فبارك الرب عمله وأنجح مساعيه فاهتدى جمهور كبير إلى الإيمان بسببه، لما انتصر الأمبراطور مكسيميانوس أمبراطور الغرب على الإسكيثيين سنة 290، مرّ على تسالونيكي في طريقه إلى ميلان، وأمر بتقديم الذبائح لآلهة الوثنيين وبأقامة مهرجانات النصر، فاستغنم الوثنيون الذين كانوا يحسدون ديمتريوس فرصة وجود الأمبراطور لذلك وشوا بالقائد الشاب إنه مسيحي، فغضب الأمبراطور غضباً شديداً لأن ديمتريوس لم يكتف باعتناق المسيحية بل كان يبشّر بالإنجيل ويستغلّ مركزه الرسمي للبشارة، فجرده الأمبراطور من ألقابه وشاراته وأمر بسجنه ريثما يقرر ما سيفعل به، فأخذه الجند وألقوه في موضع رطب تحت الأرض، تحت مبنى حمام في المدينة، كانت تفوح منه الروائح الكريهة، وكان مستعدا للشهادة ينتظر بفارغ الصبر نهاية الإحتفالات ليلتقي الرب معمّدا بدمائه، كان له خادم إسمه لوبّس يعتني في سجنه وهذا الخادم كان قد طلب الصلاة من القديس ديمتريوس وذلك من أجل الشاب نسطر الذي كان سيبارز مصارع عملاق إسمه لوهاوّش الذي كان يقرّع المسيحيين ويشتمهم إرضاءً للملك مكسيميانوس سيده فكان يصرع ويسحق كل من يبارزه،
فصلى ديمتريوس كثيراً لأجل الشاب نسطر المسيحي المتحمس، فيحن نزل نسطر إلى ساحة القتال صرخ : "يا إله ديمتريوس أعنّي!" فنازل لوهاوش وصرعه وقتله، إذاك حزن الملك مكسيميانوس على خادمه وغضب غضبًا شديدًا، عرف أن لوهاوش خادمه كان يكره ديمتريوس فأرسل الملك إليه رجل طعنه بالحراب وأماته وهكذا فاز ديمتريوس بإكليل المجد والإستشهاد وعندما مات ونزل دمه ركض خادمه لوبّس فنزع خاتمه من إصبعه وغمسه بالدم وأخذ رداءه وحمل الخاتم والرداء ذخيرة مقدسة وأجرى الله بواسطة تلك الذخائر عجائب كثيرة كانت نوراً يضيء في ظلمات الوثنية ويحمل الكثيرين من أبناءها على الإيمان بالمسيح وهكذا تابع الشهيد رسالته بعد موته، علم بذلك مكسيميانوس فأرسل وقبض على الخادم لوبّي وأمر بإعدامه، أيضاً أمر بقتل نسطر قاتل لهاوش عندما علم أنه مسيحي.
وهكذا فاز الثلاثة ( ديمتريوس - لوبّس - نسطر ) بإكليل المجد والملكوت السماوي..صلاتهم معنا +++
م ن ق و ل
من الاخت / هيلدا عبيد