إعلم أن هنالك شيء بلا شكل

اعلم أن هنالك شيء بلا شكل

موجود قبل السماء والأرض

صامت وفارغ ، قائم بنفسه ، يتخلل كل مكان ولا ينفذ منه

إنه بمثابة الأم لهذا العالم ... لهذا الكون

إنه الطاقة الحيوية العظيمة ، عظمتها امتداد في المكان

الامتداد في المكان يعني امتداداً بلا نهاية

الامتداد بلا نهاية يعني العودة إلى نقطة البداية

السماء والأرض لا شفقة عندهما ، ولا قسوة

تعامل الآلاف المؤلفة في حياد تام

الرجل الحكيم ، لا شفقة عنده ، ولا قسوة

يعامل الآلاف المؤلفة في حياد تام أيضاً

الفضاء بين السماء والأرض يشبه المنفاخ

فارغ ولا ينضبه النفخ

كلما زاد في عمله ، كلما أنتج أكثر

هكذا هو الكلام الكثير ... يقود أخيراً إلى الصمت

عليك أن تثبت قلبك على جوهر الفراغ

يا ولدي ...

الاستحسان والتقريع أمران مزعجان

المنصب العالي يورث المتاعب ، مثل جسد المرء

لماذا يكون الاستحسان والتقريع أمرين مزعجين ؟

لأن الاستحسان ما أن يمنح حتى يتبعه تقريع

لا هذا يدوم ولا ذاك

لماذا يورث المنصب العالي المتاعب مثل جسد المرء ؟

لأن الجسد يتطلب رعاية واهتماماً دائماً

لم يكن لديك جسد من أين تأتيك المتاعب ؟

لذا ، فإن من يفضل رعاية جسده على حكم مملكة

يمكن أن يوكل إليه حكم مملكة

ومن يحب جسده أكثر من حبه لحكم المملكة

يمكن أن يعهد له رعاية مملكة

العارف بالحكمة متمهل كمن يواجه الشتاء وهو في ماء النهر

متأن كمن يحاذر إزعاج جاره

دمث كضيف زائر

لين كثلج يباشر في الذوبان

صلب وطبيعي ككتلة صلدة من الخام

مجوف وفارغ وسديمي ، يصير رائقاً إذا هدأ

ويبقى في سكون ، حتى إذا حركته عاد إلى النشاط

صاحب هذا الطريق ، لا يرغب في الامتلاء

ولأنه يبقى بدو امتلاء ، يشيخ ويتجدد على الدوام

يا ولدي ...

اعلم أننا نرى في الجميل جمالاً لأن هناك ثمة قبحاً

وأننا نرى في القبيح قباحةً لأن ثمة جمالاً

الوجود واللاوجود ينجم بعضهما عن بعض

الصعب والسهل يكمل بعضهما بعضاً

الطويل والقصير يوازن بعضهما بعضاً

العالي والمنخفض يسند بعضهما بعضاً

الصوت والصمت يتبع بعضهما بعضاً

القبل والبعد يتبع بعضهما بعضاً

لذا فإن الحكيم لا يتدخل في مسار الأشياء

ويعلم بدون تلقين وبدون الكلمات

الآلاف المؤلفة تظهر وتختفي بلا توقف

ما تعطيه الحياة لا يدعى امتلاكاً

إنه إعانة ولا تقتضي عرفاناً أبداً

من يكمل عمله لا يدعي فضلاً

العمل ينجز ثم ينسى

ولذا فإن أثره لا يفنى

" العالم منقسمُ إلى قسمين ، قسم الذين يَعملونَ الأشياءُ ، والقسم الآخر هم الذين يعملونَ على استدانة وترويج واستخدام هذه الأشياء . حاول ما أمكنك الإنتماء للقسم الأول ، حيث أن المنافسة فيه تقل كثيراً ."

"أبتعدْ عن الصغارِ الذين يُحاولونَ التَقليل من شأن طموحاتِكَ . فالصغار دائماً يَعملونَ ذلك ، لكن الطامح والصانعَ العظيمَ الذي تشعر بوجوده في داخلك ، ستكونه حتماً ."

لك كل الشكر و التقدير لموضوعك الجميل

باركك الرب يسوع

سلمت لنا يمينك

إعلم أن هنالك شيء بلا شكل Hwaml.com_1382284870_221