ثعالب في الكروم
خذوا لنا الثّعالب، الثّعالب الصّغار المفسدة الكروم، لأنّ كرومنا قد أقلعت.
نشيد الأنشاد 15:2
همس الملك من وراء الباب: "يا حبيبتي،إذا لم تتغلبي على هذه الأشياء فسوف تدمّرين علاقتنا."
قالت:" أي علاقة؟ فرغم كل محاولاتي فإنني أشعر أني فاشلة. أنا أعرف أنك تبغض شكلي في داخلك، لكني أريد حبّك وليس شفقتك!"
أجاب الملك:" يمكنك أن تحصلي عليهما كليهما. لكن إذا لم تعالجي عدم غفرانك وعنادك وإشفاقك على نفسك، فسوف تتسبّبين في إفساد براعم حبنا مثلما تفعل الثّعالب الصغيرة بالكروم."
وماذا عنك أنت أيضاً؟ هل هناك مواقف سلبية في قلبك تهدّد بهدم علاقتك بالرب يسوع المسيح؟ إذا كان الأمر كذلك، وبحسب ما جاء في نشيد الأنشاد 15:2، فأنت الوحيد القادر على وضع حد لهذه المواقف. هذا صحيح، فرغم أنّ الله يحبك كثيراً، إلا أنه لن يتعامل مع هذه المواقف عوضاً عنك. فربما كنت تتساءل في نفسك:" كيف يمكنني أن أتخلص من هذه المواقف الصعبة؟ فأنا لا أعرف حتى ما هي؟" أنت على حق. فقبل أن تتمكن من معالجة هذه المواقف، يجب عليك أولاً أن تعرف ما هي. فربما تواجه تهديداً بسبب خطايا عدم الغفران والمرارة والغضب والعناد. أو ربما ينبغي عليك أن تتعامل مع مشاعر الرفض والاكتئاب والخوف والوحدة التي تهاجم حجرات قلبك.
لكن مهما كانت المواقف التي تواجهها، يمكنك أن تتغلب عليها جميعها بالطريقة نفسها تقريباً. فبعد أن تتعرف عليها كخطية تحتاج إلى توبه، أو كجرح يحتاج إلى الالتئام، يجب عليك أن تأتي بمشكلتك إلى الرب يسوع المسيح مستنداً على وعود كلمته. وحالما تبدأ بتطبيق الوعد المناسب لاحتياجك فسوف يبدأ إيمانك بالنمو. وعندئذٍ، سوف تبدأ في اختبار القوة التي تحتاج إليها لاستئصال جذور الخطية والمواقف الذهنية التي تهدّد بتدمير حياتك.
لكن رغم كل الوعود المذكورة في كلمة الله، إلاّ أنك ربما ما تزال تعاني من صعوبة تركيز أفكارك وإخضاعها لسيادة الرب يسوع المسيح. لهذا فإنّ الآيتين 2 كورنتوس 4:10-5 توضحان أنّ هناك حصون ذهنية وعاطفية وروحية ينبغي عليك أن تهدمها قبل أن تتمكن من البدء في إخضاع أفكارك ومواقفك لسيادة الرب يسوع وكلمته المقدسة. ورغم أنّ هذه الحصون قد تشتمل على مرارة عميقة في قلبك، أو صراعات قديمة مع الاكتئاب، إلا أنّ الله يريد أن يفعل في حياتك أكثر من مجرّد تحريرك. فهو يريد أن يباركك بكل بركة أعدها لأجلك.