متعوسٌ منحوسْ...

لم انم كلَ الليلْ، كنتُ أتقلبُ من الأرقِ والقلق وكان سريري يتراقصُ مع كلِ تحركاتي..

أشرقَ الصباحُ ففتحتُ عيناي وتوجهتُ إلى دورة المياه كي اغتسل وإذ المياهُ مقطوعة!!..

أسرعتُ إلى المطبخِ كي اغلي فنجانَ قهوةٍ قبل الذهاب إلى العملِ

وأشعلتُ الغاز ولكنهُ انطفئ لنفاذِ الغازِ، فتركتهُ وقلتُ في نفسي سأحتسي قهوتي هناكَ في عملي.

ذهبتُ إلى الخزانةِ كي ارتديَ قميصاً فلم أجد أي قميصٍ مكوي،

فأسرعتُ وأحضرتُ المكواةَ كي اكوي واحدٍ وإذ بالكهرباءُ تنقطع، فارتديتُ قميصا دون أن أكويه.

جمعتُ أوراقي وارتديتُ ثيابي السيئة المظهر وكان شعري منكوش و حالتي يرثى لها كأني من قبرٍ خارج.

وتوجهتُ إلى المصعد وضغطتُ على الزرِ فلم يتحركْ!!!،

حينها تذكرتُ أن الكهرباء مقطوعة.

نزلتُ على درجاتِ الدرجِ وأنا أتمايل وأتراقصُ من الطابقِ السادسِ إلى أن وصلتْ،

وتوجهتُ إلى سيارتي المركونة عند حافةِ الطريق.

اقتربتُ من السيارة وأخرجتُ المفاتيح من جيبي وقبلَ أن افتحَ الباب اجتازت بقربي سيارة أخرى

فرشقتني بقليلٍ من عبير ماء الطريقِ النظيف،

ولأنني ارتعبتُ قليلا سقطتْ الأوراقُ من يدي وبدأتُ أجمع أوراقيَ المتبعثرة و ألملم نفسي المتعثرة...

فتحتُ باب سيارتي و وضعتُ أوراقي في الطرفِ الآخر وهممتُ بتشغيلِ السيارة ولكنها أبت أن تدور،

كانت البطارية قد كسُدت!! فتقبلتُ الواقعَ بعد معانةٍ طويلة و شاقة وقررتُ أن اخذ سيارة أجرة..

وبعدَ انتظار توجهتُ إلى عملي في سيارة أجرة، فسألني السائق إن كنتُ على ما يرام؟؟ فقلتُ له نعم!!

وبعد وصولي إلى الشركة، بحثتُ عن محفظتي كي ادفعَ للسائق فلم أجدها وجنَ جنوني..

فاعتذرتُ من السائقِ وطلبتُ منهُ الانتظار قليلا وهرعتُ كالمجنون إلى الشركة، وفتحتُ البابَ بسرعةٍ وهمجية ...

فنظرَ الجميعُ إلى حالتي المزرية باستغراب،

وسألتُ صديقا بعض النقودِ وعدتُ ودفعتُ للسائقَ، وهممتُ بالرجوعِ إلى مكتبي..

دخلتُ ثانية والكلُ ينظر بتعجبٍ واستغراب، وتراقبُ نظراتهم المستغربة كلَ تحركاتي.

توجهتُ إلى حاسوبي وهممتُ مسرعاً لأشغله كي أبدا عملي وضغطتُ على زرِ التشغيلِ فلم يعمل!!! بل اظهر

لي أنا هناك فيروس يا عزيزي...!!

احمررتُ و اصفرَ لوني و فارَ الدمُ في عروقي

وفي تلكَ الأجواءِ الصاخبة الجميلة أرديتُ الحاسوب ضربة (جيدو كاراتيه) ورميتهُ أرضاً ففزعِ الجميعُ وخافوا..

همَ المدير مسرعاً ليرى ما الذي قد حصل وطلبَ مني الحضورَ إلى مكتبهِ وقال لي:

ما قصتكَ اليوم ولما أنتَ بهذهِ الحال المزرية ؟؟؟

فلم يكن عندي أيُ جوابْ وقالَ لي مخصومٌ من مرتبكَ الشهري واذهب إلى بيتكَ اليوم!!؟؟..

فخرجتُ مطأطأ الرأسِ ومن خجلي وغضبي لم انظر إلى احد وسلكتُ دربي على الأقدامِ

متوجها إلى منزلي أملا أن أصلَ هناكَ قبل حدوثِ شيءٍ أخرَ مزري ..

فيا لحظي ويا لقسمتي ونصيبي متعوسٌ منحوسْ وهذا أنا وانتهى....

عزيزي القارئ ابتســـــم أرجو أن لا يصادفك أبداً يوم كهذا....

اشكركم لمروركم اللطيف على موضوعي البسيط

بارككم رب المجد و حفظكم بسلامه