الترتيل والسهر العلامة مار غريغوريوس ابن العبري (*)

الترتيل والسهر
العلامة مار غريغوريوس ابن العبري (*)

الترتيل: وهو أن يرتّل المتوحّد قبل كلّ صلاة من صلوات النهار الأربع، وتكون قبل صلاة المساء ترنيمان. وقبل صلاة الستار ترنيمة واحدة وقبل صلاة الليل أربع ترانيم.

السهر: تزداد ساعات السهر وتنقص بحسب طاقة المتوحّد، فكثيرون يسهرون ثلث الليل، أعني ساعتين في بدئه وساعتين في نهايته، وينامون مدّة ثلثيه الباقيّين. وبعضهم يقضون نصف الليل ساهرين، ونصفه الثاني نائمين. وأمّا من بلغ فيهم درجة الكمال مثل الأب أرسانيوس فإنّهم يسهرون منتصبين على أقدامهم حيث يودّعون الشمس وهي تغيب وراءهم مساء الأحد، ويستقبلونها تشرق أمام وجههم في فجر اليوم التالي.

وممّا يعين على احتمال السهر تقليل الأكل، وعدم التعب الكثير، وأخذ قسط زهيد من النوم وقت الظهيرة. ولذلك وجب ألاّ يحمل الجسد من المتاعب أكثر من طاقته، لأنّنا لم نؤمر في إبادة الحياة بل في القضاء على الأهواء الرديئة. لذلك فمن يصب بتخمة كثرة العمل فليرح جسده، ويستعدّ قواه، ثمّ يرجع إلى عمله ثانيةً أنّ قوماً (من المتوحّدين) يسجدون أربعين سجدة بعد صلاة الستار، وبعضهم يفعلون ذلك بعد صلاة الصبح أيضاً. وينبغي أن يقتره الترتيل بالبكاء، ووازع البكاء رقّة القلب، واضطرام النفس بمحبّة الله. رأى أحد المتوحّدين نفسه في الحلم يرنّم في حضرة داود بن يسّى، الذي قال له: يا للعجب كيف تعلّمت الترنيم، ولم تتعلّم البكاء؟ ولا يمكن أن يكون البكاء بدون فهم (معنى الترنيم) لذلك فقد قيل:
دعْ النفس تسبر عميق المعاني وجانب قليلاً بحور الأغاني

وللسبب نفسه فإنّ بين المتوحّدين من يقرأ المزامير كلّها مرّة واحدة في الأسبوع. ومنهم من يتلوّنها مرّة واحدة شهريّاً. وأمّا الضعفاء فلا يقلّلون الترنيم مدفوعين بروح الفهم الواسع، بل لتغلب شيطان الكسل عليهم، وأمثال هؤلاء (يخدعون أنفسهم) فيظنّون أنّه يكفيهم أن يرنّموا المزمور القصير الذي بدؤه "سبّحوا الرّب يا جميع الشعوب سبّحوه يا كلّ الأمم" (ويبرّرون موقفهم هذا) بأنّ ربّ الكرم إنّما ينظر إلى الإرادة الصالحة لا إلى مقدار الإنتاج، وهو يعطي الأجرة ذاتها للفعلة الذين يستأجرهم في الساعة الحادية عشرة، وللأوّلين الذين احتملوا حرّ النهار كلّه. ويتوهّم عدد من غير المتبحّرين من المتوحّدين باعتقادهم أنّ تقديم القرابين على انفراد هو ضرب من ضروب العبادة (الخاصّة بالسيرة النسكيّة) وغاب عن ذهنهم أنّ عبارات طقس القدّاس وضعت كلّها بصيغة الجمع مثل: "كلّما اجتمعتم بإسمي" و"أمامك طأطأ عبيدك رؤوسهم" وكثير سواها فلا يصحّ أن يتلوه إلاّ مجموع من الناس.

الربان انطونيوس لحدو
=====================
(*)-كتاب الحمامة - مختصر في ترويض النسّاك
ألّفه بالسّريانيّةالعلاّمة مار غريغوريوس يوحنّا أبو الفرج الملطي
المعروف بابن العبري مفريان المشرق (1286م)
---------------------------راجع:
الصلاة وتقسيم أوقاتها، برنامج صلاة المتوحدون - الجزء الثاني عشر

المرتل يصلي ضعفيّ صلاتنا

مرّة من خلال تراتيله و الثانية من خلال صلواته

لنرتل ونسبح الرب فأنه اله صالح

شكرا للطرح اختي رغدة

الرب يبارك تعبك القيّم

الترتيل والسهر العلامة مار غريغوريوس ابن العبري (*) 485797575

سأكتبُ كل العباراتِ في ورقٍ مخطوط ْ

لأجعل منها أروع أكليل من الحروفِ والكلماتِ

الشكرِ والاحترامْ

لأقدمها لكِ تعبيراً عن شكري

تحياتي الوردية ...

(حصري)

منتديات افا كاراس ومارجرجس بالغابات

الترتيل والسهر العلامة مار غريغوريوس ابن العبري (*) Img_1352593853_871