روحيـــــات الكــلمة لحـيـــاتك/مُتجدده يوميــآ
يقول نيافة الأنبا مكاريوس
+اللسان العفيف هو الذي لا ينطق بما هو جارح أو ساخر أو يخدش الأسماع
صاحبه مختون الشفتين، لا يتكلم إلاّ بما هو للبنيان كلامه مملّح بالروح القدس
ويقول القديس يوحنا الدرجي :
" فم العفيف بتكلم بالطيبات ويلذذ صاحبه ويفرح سامعيه".
إنها فضيلة أن ينتقي المتكلم كلامه أن يختار ما يقوله ألا ينطلق لسانه بكل ما هو
ردئ وإذا اضطر إلي قول ما يعد غير تقليدي أو مضطر لاعادة قول كلمة قد تبدو أقل
من المستوي المطلوب:فهو يعتذر لئلا يلوث مسامع من يسمعونه وكذلك لئلاّ يدنس
شفتيه وهناك فرق بين شخص يقول كلمة الحق بلطف وعفة وآخر يقولها بقباحة......
*شَتم شخص راهباً بكلمة قبيحة فقال له "ان كلمات النعمة علي شفتيك يا أخي "
وتكرر الأمر مع آخر فقال:
" كنت قادراً أن أجاوبك بمثل ما يوافق كلامك ولكن ناموس إلهي يغلق فمي ".
هناك شخص تتمني ألاّ يكفّ عن الكلام بسبب حلاوة كلمات النعمة الخارجة من
شفتيه، هو مشجع ملاطف ُمدافع، وآخر تتمني أن ينتهي سريعاً من كلامه
يقول عنه الكتاب: " سم الأصلال يرضع يقتله لسان الأفعى" (أي 20: 16).
إنسان تستزيده كلما حاول أن ينهي حديثه، وآخر تسعى في إنهاء اللقاء معه، إنه
يتعبك بتأنيبه بإدانته للآخرين حقاً يقول الكتاب "شفتاك ياعروس تقطران شهداً "
(نش 4: 11).
أنظر الآن الى ذاتك وافحص كلماتك واحاديثك وقيم ذاتك واطلب متضرعآ الى اللة
مع داود النبى"ضع يارب حافظا لفمي و بابا حصينا لشفتى"
فلنطلب مع المرتل حراسة سماوية لفمنا، حتى لا تخرج كلمة لا تليق به كأولاد الله.
قال القديس أغسطينوس
* لم يقل "حاجزًا حصينًا" وإنما قال "بابًا حصينًا". فالباب يُفتح كما يُغلق أيضًا.
فإن كان بابًا، فليُفتح ويُغلق, يفتح للاعتراف بالخطية, ويُغلق عند تقديم تبرير للخطية.
هكذا فليكن بابًا حصينًا، وليس بابًا للتدمير.
وقال الأب أنسيمُس الأورشليمى
* لا يليق بالإنسان أن يفتح فاه بما هو غير لائق،
بل يفتحه في كلام يرزق كنوزًا من خيرات الله.