هدايا لأنفسنا

عظّمي، يا نفسي،
الإله الذي وُلد بالجسد من البتول.
عظّمي، يا نفسي،
الملك المولود في مغارة.
عظّمي، يا نفسي،
الإله المسجود له من المجوس.
عظّمي، يا نفسي،
البتول النقيّة التي ولدت المسيح الملك.

هدايا
لأنفسنا

قرّرت كلوريا الفتاة الجميلة والمحبوبة من الجميع، ولأوّل مرّة في حياتها، أن تحتفل بعيد ميلادها. أعدّت الحفل، وجهّزت أشهى المأكولات التي يحبّها أصدقاؤها، وملأت الغرفة بالزينة الملوّنة الجميلة جدًّا، كما وضعت في أحد أركان الغرفة آلة تسجيل تبثّ أحلى النغمات والألحان. وبكلام آخر أرادت أن تكون الحفلة على أكمل وجه، بحيث يستطيع أصدقاؤها تمضية وقت ممتع، ثمّ اتّجهت إلى الهاتف لتدعو جميع أحبّائها لحضور حفل عيد ميلادها.
في وقت الحفل، حرص جميع الأصدقاء أن يأتوا في الموعد. كان احتفالاً رائعًا لم تنسَه كلوريا أبدًا، فكلّ شخص جاء ومعه هديّة جميلة، وأنيقة، ليقدّمها لصديقته الجميلة، والابتسامة تعلو وجهه. سرّت فتاتنا بأصدقائها متحلّقين حولها، وسرّت، أيضًا، بالهدايا الكثيرة التي كانت بأيديهم. وبعد أن أطفأت كلوريا الشموع أكل الجميع ومرحوا، متمنّين لها أيّامًا سعيدة، وعمرًا مديدًا. وعندما حان وقت الانصراف، فوجئت كلوريا أنّ كلّ شخص كان يخرج ويأخذ الهديّة التي أتى بها معه. فاعترضت قائلة:
- أليست هذه الهدايا هي خاصّة بي؟
- أجل هي هدايا جئنا بها، ولكن لكي نقدّمها لأنفسنا في عيد ميلادك.
- وماذا قدّمتم لي إذًا؟!!

ولكنّ الحضور أصرّوا على موقفهم، وخرجوا والهدايا في أيديهم، فيما وقفت كلوريا فاغرة فاها منذهلة، ومنزعجة أيضًا.
معذرة أيّها الصديق، هل تصدّق هذه القصّة؟ وهل يمكن أن يحدث هذا على مستوى الواقع الذي نعيشه؟ ولكنّنا نستطيع أن نؤكّد أنّه يحدث كثيرًا. كيف يكون هذا؟!!
كلّ عام نحتفل بعيد ميلاد السيّد المسيح. فكيف نحتفل به؟ نشتري لأنفسنا الملابس والأطعمة والمشروبات. في عيد ميلاد المسيح نحن نكافئ أنفسنا على ميلاده. ولكن أين هديّته هو؟
نحن نحتفل بميلاده، وهو أعظم هديّة بالنسبة لكلّ البشر. لقد قدّم لنا المسيح الكثير من العطايا والنعم والأمجاد. حتّى إنّه أخلى نفسه آخذًا صورة عبد. هذا ما فعله المسيح.
هل فكّرت مرّة أن تقدّم هديّة للمسيح؟ وما هي تلك الهديّة التي تليق به؟ سؤال يستحقّ التفكير...
فاقرأ، إذًا، ماذا يقترح عليك قدّيسنا الذهبيّ الفم:

ليتنا نقدّم لله التشكّرات على الدوام،
فنجعلها تسبق كلماتنا وأعمالنا.
ليتنا لا نقدّم التشكّرات، فقط،
من أجل البركات التي تحلّ بنا،
وإنّما من البركات التي تحلّ بالآخرين أيضًا،
فهذه من أحبّ الهدايا إلى قلب الله.

(القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم)

الرب يباركك

» قدّم للرّب هدايا عيد الميلاد المباركة
» هدايا المجوس (الذهب واللّبان والمر)
» خمس هدايا ميلادية مقدمة من وحي حياة القديس شربل بقلم الخوري جان بول الخوري.
» لماذا سجد المجوس للمسيح؟ ولماذا ثلاث هدايا من المجوس؟