كلمة (تجسد) تعني أنه أخذ جسدا. وبالقبطية أي أخذ جسداً.. أي اتحد بهذا الجسد. اتحدت به الطبيعة اللاهوتية. ولكن كيف أخذ هذا الجسد؟ من أي مصدر؟ لذلك قيل بعد ذلك:
من الروح القدس ومن مريم العذراء:
العذراء وحدها ما كان ممكنا أن تلد طفلا "وهي لا تعرف رجلا" (لو 1: 34). لذلك قال لها
الملاك مفسرا الأمر "الروح القدس يحل عليك، وقوة العلي تظللك" (لو 1: 35)
حلول الروح القدس في بطنها، كان حلولاً أقنومياً.
إنها حالة استثنائية. فالبشر لا يحل عليهم الروح القدس حلول أقنومياً.
وقد حل الروح القدس علي مريم العذراء لسببين:
أولاً لكي يكون في بطنها جسد المسيح بدون زرع بشر.
وثانيا لكي يقدس مستودعها، بحيث أن المولود منها لا يرث الخطية الأصلية.
وهكذا صار حبلها بالسيد المسيح حبلا بلا دنس.
وفي هذا المعني قال الملاك المبشر "الروح القدس يحل عليك.. لذلك القدوس المولود منك يدعي ابن الله" ( لو 1: 35). هو إذن قدوس "شابهنا في كل شيء ما عدا الخطية (القداس الغريغورى) حتى أنه إذا مات، لا يموت عن خطية له، إذ هو بلا خطية. بل يموت عن خطايا الغير عبارة (تجسد) لا تعني فقط أنه أخذ جسداً بشرياً، بل طبيعة بشرية كاملة، من جسد وروح..
لذلك لم يكتف قانون الإيمان بكلمة تجسد، إنما أضاف عليها (وتأنس) أي صار إنساناً.