المحبة لا تسقط أبداً!

المحبة لا تسقط أبداً!

**********
قد يغزونا الحقد في بعض الأحيان، قد نتغنى بالحقد والكراهية، تغدوا قاعدة حياتنا هي الضغينة والكبرياء، ننسج تعقيدات نحطم بها عالمنا البسيط، الذي خلق في سبعة أيام، وننسى وصية المسيح وقوله: "أحبوا بعضكم بعضا كما أنا أحببتكم"

فلماذا لا نعامل بعضنا البعض ببساطة وبدون كبرياء كما علمنا وعاملنا الرب؟

"وصية جديدة أنا أعطيكم، أن تحبوا بعضكم بعضا، كما أحببتكم أنا". عندما نعيش هذه الوصية وتغلغل في أعماقنا تحول إنساننا الداخلي إلى قبر المسيح الجديد (الفارغ) من الانانية والخطيئة والبغض والكراهية والحقد الى المكان الممتلئ من النور والمحبة والنعمة، تتحول نفسنا الى المكان المعد والمهيأ ليستريح فيه السيد المسيح القائم من الموت والكاسر شوكة الجحيم ويأتي هو وملائكته، وتصير نفسنا شاهدة بفرح عظيم على قيامتة المجيدة.

يتحدث المسيح الى تلاميذه مشددا على اهمية وصية المحبة والعمل بها هؤلاء هم تلاميذ مخلصون ومتتلمذون، وعلامة التتلمذ هي الحب المتبادل فيما بينهم.

فيقول يوحنا الرسول في رسالته: "لا أكتب إليكم أيها الاخوة بوصية جديدة، بل بوصية قديمة كانت لكم من البدء وهذه هي الكلام الذي سمعتموه، لكنها في المسيح صارت جديدة، يتجلى صدقها في المسيح وفيكم، فالظلام قد مضى والنور الحق يضيء (1 يو 2: 7).

وصية المحبة التي أعطها المسيح هي نهج حياة رائع يملأ الكنيسة فرحا وبهجة. وصية جديدة، وتبقى جديدة، يمارسها الكل حتى في السماء، لا تقدم ولا تشيخ (عب 8: 13).

عزيزي القارىء المحبوب في مثل هذه الايام وعبر التاريخ المسيحي كانت المحبة اساس تعلمنا وقد علمنا سيد الكون ان نربح ألد اعداءنا من خلال المحبة. لعلني لست الآجدر في سرد مثل هذه الكلمات لكن جديرا بان احب.

أحبب عدوك كنفسك: "لأنه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له حياة أبدية".

ما أعظم حبك يا الله، أهناك اعظم من هذا الحب؟؟؟
هلموا يا اخوتي نحب ونغفر ونسماح كما علمنا سيدنا المسيح لانه في المحبة الرجاء، وفي المحبة السماح، وفي المحبة الاخوة، وفي المحبة التقدم والازدهار، وفي المحبة تحول قبرنا إلى سماء جديدة. وتجردنا من الانسان القديم، وتلبسنا الإنسان الجديد، وفي المحبة تعبر عن الحب الذي يتميز عن العاطفة الجسدية إذ يضيف:

"كما أحببتكم أنا" أن نحب بعضنا البعض كما أحبنا هو، وفي المحبة تجعلنا في حالة تجدد دائم وتجعل منا أناسا جددا، ورثة العهد الجديد، وفي المحبة تربطنا بعضنا ببعض برباط المسرة في حب مشترك و تجعلنا نحيا في طريق الحق بالإيمان ونور المعرفة السماوية، مقياسها أن تكون لنا المحبة الكاملة والتي بلا رياء حتى يعرف الناس إننا تلاميذه.

"وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضا بعضكم بعضا" (يو 13: 34)

علينا أن نعمل على استمرار المحبة الأخوية ولنتذكر أن المحبة "تحتمل كل شيء" "وتصبر على كل شيء" (1 كو 13: 7).

وكما أحب المسيح صالبيه وطلب لهم الغفران هكذا نحن أيضا يجب أن لا تقل محبتنا للأخ المتعثر أو المسيء إلينا. المحبة لا تسقط أبدا. إن سلوك المحبة للأخوة يتطلب منا مد الغنى والبركات الإلهية التي باركنا بها الرب.

إلى الإخوة المحتاجين. "وأما من كان له معيشة العالم ونظر أخاه محتاجا وأغلق أحشاؤه عنه فكيف تثبت محبة الله فيه يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق" (1 يو 3: 17، 18).

ومن أجمل ما يمكن أن نعيشه على هذه الأرض، التي في كثير من الاحيان تسودها الأنانية وتعم فيها الشهوة، هي أن تحب وأن تحب. لأن المحبة هي الأمر الوحيد الذي لا تقدر السلطة أن تفرضه، ولا المال أن يشتريه.

والمحبة الأخوية هي العلامة الأولى على نبض الحياة الإلهية في النفس (أع 16: 33)، كما أنها النتيجة الختامية للنعمة الإلهية في القلب (2 بط 1: 7).

والواقع إن فضيلة المحبة تعتبر أروع نبتة في بستان الفضائل المسيحية. رجائي من الرب القدير ان تكون هذه الرسالة بادرة طيبة تحت ثوب المسيح، داعيا الرب ان يحمينا ويحفظنا دائما تحت جناحيه.

† "تعرفون ألحق والحق يحرركم"