القديسين الشهداء برامون والثلاثماية والسبعين المستشهدين معه (+250م)
29 تشرين الثاني شرقي
(
لما عزم حاكم المشرق، المدعو أكلينوس، في زمن الإمبراطور الروماني داكيوس (201 -251م) على قضاء بعض الوقت في مدينة بيزالتيا (تيريدون) حيث منابع المياه المعدنية، أمر، بالمناسبة، بسوق سجناء مسيحيين، ثلاثمئة وسبعين عدداً، من مدينة نيقوميذيا إلى هناك. قصده كان أن يجبرهم على تقديم البخور للإله بوسيدون، إله المياه والأحصنة. مدينة بيزالتيا (تيريدون) كانت عند ملتقى نهري دجلة والفرات، في بلاد العراق اليوم. فلما وصل إلى هناك، أمر السجناء بتقديم فروض العبادة للوثن وهددهم بالموت إذا لم يذعنوا، فلم يستجيب لطلبه أحد منهم. في هذه الأثناء مرّ بالمكان أحد شرفاء المدينة، برامون، فرأى سجناء مقيّدين، فسأل عن أمرهم، ولما علم بحالهم صاح بصورة عفوية: "كم من الأبرياء والأبرار يرغب هذا الحاكم المعتوه في أن يقتل لأنهم لا يسجدون لهذه الأصنام الميتة الصماء؟!" برامون، فيما يبدو، كان مسيحياً. وإذ تفوّه بذلك تابع طريقه. ولكن، سمع الحاكم ما تجاسر هذا الغريب على قوله فأمر جنوده بأن يلحقوا به ويقتلوه، فطاردوه حتى أدركوه. وإذ اعترف بالمسيح. قطعوا لسانه وطعنوه بالحراب وقطعوا بعض أوصاله إلى أن أسلم الروح. أما الثلاثمئة والسبعون فقضى عليهم الحاكم كالنعاج بحد السيف.