خمسة أيّام تفصِلنا عن عشيّة عيد القديسة بربارة الذي يُحتفل به ليل 3 - 4 كانون الأوّل من كلّ عام. وصحيح أنَّ الاهتمامات تنصبّ في هذه المُناسبة على اختيار الأزياء التنكُّرية، إلّا أنّ حلوى العيد تَستقطِب نسبة كبيرة من عُشّاقها.
القطايف بالجوز أو القشطة، أكواب القمح المطبوخ مع مُكسّرات نيئة على وجهها، اليقطين... ثلاثة عناصر غذائيّة رئيسة يتهافت الجميع إلى تناولها خلال هذه الفترة المُميّزة من السنة. فهل هي مُفيدة للجسم؟ كم يبلغ مُعدَّل وحداتها الحراريّة، وما الكمّية التي يُمكن تناولها من دون أن تتأثّر رشاقتنا بذلك سلباً؟ أسئلة مهمّة طرحتها "الجمهورية" على إختصاصيّة التغذية جانين عوّاد الجميّل.
16 مادة أساسيّة في القمح
وشرحت عوّاد أنَّ "القمح، على غرار صَفار البيض، يحتوي على 16 مادة أساسيّة لجسم الإنسان، أهمّها الكالسيوم الذي لا غنى عنه لعظام قويّة وأسنان صحّية، الماغنيزيوم المهمّ لسلامة وظائف الجهاز المناعي والعصبي والعضلي، البوتاسيوم لضمان توازن السوائل والمعادن في الجسم، الصوديوم للحفاظ على مستويات السوائل وتوفير قنوات للإشارات العصبيّة، الفوسفور لحماية الأسنان والعظام وتجدّد الخلايا، الحديد لنقل الأوكسيجين إلى مختلف أجزاء الجسم وإنتاج كريات الدم الحمراء، والزنك الذي يحفظ حاسّة الشمّ ويساعد على التئام الجروح. فضلاً عن الفلور والكلور واليود والمنغانيز والنحاس والسلينيوم والفيتامينات B وK، وغيرها من المواد الضروريّة للجسم".
يمنع امتصاص الـ LDL
وأضافت: "نوصي دائماً باختيار الأطعمة الصحّية التي تُسهّل حركة الأمعاء، ولحسن الحظّ فإنّ هذه الميزة موجودة في القمح الذي يحوي نسبة عالية من الألياف الغذائيّة. أمّا المنافع الصحّية التي يُقدّمها فتتراوح بين تسهيل المعدة، خفض معدل الكولسترول السيّئ (LDL) ومنع امتصاصه في الدم، والأهمّ أنّه يمنح الشعور بالشبع وقتاً أطول، وبالتالي فهو مُفيد للأشخاص الذين يريدون التخلّص من الوزن الزائد. كلّ 100 غ من القمح المطبوخ، أي ما يوازي كوباً صغيراً من الشاي، يحتوي على نحو 76 كالوري في حال الإستغناء عن المكسّرات والسكّر وماء الزهر. كذلك فإنّ هذه الكمية تؤمّن 13,9 غ من النشويّات، 2,1 غ من البروتين، 0,5 غ من الدهون و 4 غ من الألياف".
قطايف الجوز والقشطة
وفي ما يخصّ القطايف، أشارت عوّاد إلى أنّ "نسبة الوحدات الحراريّة تختلف فيها بحسب طريقة تحضير كلّ من الحشوة والعجينة". وأوضحت: "تحتوي كلّ قطعة من قطايف الجوز النيّئ مع السكّر على 160 إلى 180 كالوري، أمّا الجوز المقليّ بالقطر فيزوّد الجسم بما يوازي 250 كالوري، فيما يتراوح عدد الكالوريهات المتوافرة في قطايف القشطة بين 300 إلى 350 حسب الكمّية المُستخدمة لكلّ من القشطة والفستق الحلبي".
وتابعت: "يتمتّع الجوز بمنافع صحّية لا يُعلى عليها، فهو يخفّض خطر الإصابة بسرطان الثدي والمهبل وداء السكّري ومشكلات التوتر والعصبيّة، يحافظ على صحّة الشرايين وسلامة القلب والدماغ، ويساعد على خسارة الوزن بما أنّه يمنح الشعور بالشبع وقتاً أطول. كذلك، فهو مُفيد جداً للبشرة ويمنع ظهور حبّ الشباب، يُخفّض مستوى الكولسترول السيّئ ويرفع الكولسترول الجيّد، يُعزّز الخصوبة وعمليّة الإنجاب عند المرأة ويحمي الأسنان من التسوّس.
يُستحسن بالتأكيد تناول القطايف بالجوز بدل القشطة، على رغم احتواء هذه الأخيرة على بعض الفوائد الصحّية نظراً إلى استخدام الحليب في تحضيرها، إلّا أنها في الواقع تُعتبر جزءاً أساسيّاً من الدهون المُشبّعة، فيما تمنحها الكريما التي تُستخدم في تركيبتها، نسبةً إضافيّة من الدسم. لذا يُستحسن تناولها باعتدال تفادياً لارتفاع معدل الكولسترول السيّئ".
اليقطين يحمي من حِصى الكلى
أمّا عن اليقطين، فشرحت عوّاد: "يُستعان بثمرة اليقطين عادةً من أجل تفريغها والتفنّن بها ووضع السكّريات في داخلها، إلّا أنّ عدداً كبيراً من الناس يستهلكونها للإستفادة من منافعها، حيث إنَّ بذورها غنيّة بالفيتامنيات والمعادن، خصوصاً الفيتامين K الذي يدخل في عمليّة تخثّر الدم، ومعادن النحاس والحديد والفوسفور والماغنيزيوم والمنغانيز".
وأضافت: "أظهرت الدراسات العلميّة أنّ اليقطين مُفيد جداً للمسالك البوليّة والبروستات وبالتالي فهو يَقي من حِصى الكلى والرمل، ويساعد على حماية العظام بفضل غناه بالزنك، ويُعتبر مضاداً طبيعيّاً للإلتهابات والكآبة والعصبيّة بفضل احتوائه على نسبة عالية من الحامض الأميني التريبتوفان. كذلك فهو يساعد في خفص معدل الكولسترول السيّئ بما أنّه غني بمادة الـ Phytosterols، ويُشكّل علاجاً فعّالاً لمشكلات البرازيت.
أمّا في حال غلي قشرته وشرب مائها، فهي ستُساهم حتماً في حماية البشرة من أشعة الشمس ما فوق البنفسجيّة، إضافة إلى مُحاربته مختلف الأمراض الجلديّة بفضل غناها بالفيتامينات A وC وE المضادة للأكسدة، وقدرتها على تقوية الجهاز المناعي وتنظيم معدل ضغط الدم نظراً لاحتوائها على معدن البوتاسيوم".
نصائح مُفيدة
وقدّمت عوّاد لقرّاء "الجمهورية" نصائح للإستمتاع بحلوى العيد من دون زيادة الوزن. وقالت: "مِن البديهي التشديد على ضرورة الإنتباه إلى عدم اكتساب كيلوغرامات إضافيّة خلال هذه الفترة. لكن بالتأكيد إنّ تناول حلوى العيد ليوم واحد لن يُشكّل أيّ مشكلة، خصوصاً في حال اتباع استراتيجيّة ذكيّة. بمعنى أنّه يمكن استبدال العشاء بكوب من القمح مع ماء الزهر بلا سكّر، ما سيؤمّن لجسمك كمية مرتفعة من النشويّات والبروتينات والألياف.
أمّا في حال الرغبة بإضافة السكّر، لا بدّ من حذف حصّة من الفاكهة خلال اليوم. وبالنسبة للقطايف، يمكن تناول قطعة واحدة في اليوم مع حذف الخبز أو الأرز أو البطاطا أو أي نوع آخر من النشويّات على الغداء، وحذف حصّة ثانية من الفاكهة".
ولفتت إلى "ضرورة عدم الإكتفاء بتناول هذه الأطعمة، خصوصاً القمح، خلال عيد البربارة فقط، إنّما إدخالها إلى النظام الغذائيّ المُمتدّ على مدار السنة بفضل غناها بالألياف والفيتامينات والمعادن، وقُدرتها في الحفاظ على وزن طبيعي وصحّي إذا استُهلكت بذكاء وبكمية معتدلة".
بنت العذراء خادم الرب
عدد المساهمات : 3497 نقاط : 3763 تاريخ التسجيل : 10/10/2014 الموقع : فلسطين