حزينةٌ أنا إلاّ أنني يجب ألاّ أكون كذلك. الحزن يكون عادةً على من نفقد ولا يكون على من هو باقٍ كسعيد عقل.
باق ٍ في تاريخنا لأن بداياته ضاربةٌ كالجذور في تربة الماضي وتربة اللغة العربية بدءً بإعجازها القرآني وانتقالاً إلى عصر النهضة العربية اللبنانية لغةً وثقافة وانفتاحاً على حضارات العالم، وباقٍ في الآتي من الزمان في ذاكرتنا وفي اللغة العربية وعاميّتها بقاء الشمس والنجوم.
سعيد عقل ليس عملاق عصرٍ بل عصور. خدم القيم وخدمته وخدمنا نحنُ محبيه ومحبّي كل من وما آمن به هو وبما حلم به ونحلم كلبنان المجد منذ مدنه السبع حتى آخر الزمان.
عملاقٌ عبقري من بلادي، يغتني به هواؤها كما سيغتني به ترابها. أخيّلُهُ بحراً ما زلنا على شاطئه نغرف الدرر والأحلام التي بدونها لن تكون أية حقيقة. أحلامٌ لا بدّ أن تتحقق ما دام سعيد عقل في بالنا وقلوبنا، راحلين وآتين. إنحناءتي أودّوها عظيمةً أمام عظيمٍ تنحني له القمم وقيم الجمال والحق والخير.