"وَ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ" (غلاطية 4:4-5).
لقد اعطى الرب الاله دور المرأة ليتجسد منها الى
مريم العذراء المصطفاة بين جميع النساء لتكون له اماً و خاضنة
وقد جاء الكثير من الدلائل و الاشارات في العهد القديم و الجديد
بولادة الاله من عذراء نقيّة
و منها :
عندما قال يسوع لشاول :
"إن هذا لى إناءُ مختار ليحمل إسمي أمام الأمم والملوك وبني إسرائيل"
"هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابنًا وَتَدْعُو اسمهُ عِمَّانُوئِيلَ" (إش7: 14)
و لكن السؤال لماذا اختار الرب مريم العذراء لتكون هي هذا الاناء
ليتجسّد منها ؟؟
يقول القديس توما الأكويني:
" عندما الله يختار بنفسه خليقة من خلائقه لـمهمّة خاصة، إنـه يهيئها مُسبقاً للقيام على أكـمل وجـه بالخدمة التى يقّدرها له"
وعلى هذا النحو كانت العذراء مريم قد مُنحت ما تقتضيه رسالة التجسد السري من نِعم ملائمة ليسند الله اليها دوراً كبيراً ومهما فى التجسد والفداء والخلاص. جعل الله يختار مريم عذراء الناصرة،
و بترتيب الهي و في ملء الزمان الذي اختاره هو بمشيئته
اوجد الله مريم الناصرية
في هذا الزمن و في هذا المكان و في هذه الظروف
ليترك مملكته و يتجسد كانسان ليتألّه الانسان
و بواسطة عذراء نقيّة
كانت العذراء خادمة عابدة مصلية مكرسة حياتها للرب الذي أغدق عليها من فيض نعمه ليعدّها مسكنا له .
كانت القديسة مريم العذراء مملؤة بهذه النعمة
حيث عندما جاء لها الملاك جبرائيل ليبشرها قائلاً لها :
"سلام لكي ياممتلئة نعمه الرب معك"
وقد خرجت هذه النعمة الكبرى منها أي المسيح يسوع ربنا لأنها من حيث ممتلئة نعمة فقد صارت أما حقيقية لهذه النعمة
وامتلأت من النعمة التي هي فوق كل نعمه. أي أنها حملت يسوع المسيح في بطنها . هو النعمة ومعطيها
وإذا تسائلنا من أي ناحية نظر الله إليها واختارها أن تكون أما له وملكه السمائيين والأرضيين فقد أجابتنا العذراء بنفسها حيث قالت
"لأنه نظر الي أتضاع أمته " (لو1).
عندما كانت كل البنات تريد أن يأتي المسيح من نسلها ولكن العذراء كانت تعلم أنها مخطئة لا تستحق أن يأتي ابن الآب منها فلهذا اختارها الرب .
ففي مليء الزمان حلت الكلمة الذاتي في بطنها وكون منها الرب الإله جسدا طاهرا من الخطية الجسدية وبقوه روحه القدوس وقد ظهر أتضاع العذراء عندما بشرها الملاك جبرائيل بقوله :
"لقد وجدت النعمة عند الله وها أنت ستحملين وتلدين ابنا تدعينه عمانوئيل"
فأستقبلت العذراء البشري بفرح واتضاع ووداعه وطاقه بقولها
"هوذا أنا آمه الرب ليكن لي كقولك"
فيظهر تواضع العذراء حينما أعلنت اليصابات أمومة العذراء لله فهي لم تتكابر أو تتعاظم بل انسحقت بالروح موقنه أنها نالت هذه النعمة من أفضال الله واحساناته فهتفت :
"تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي ".
كما انفي اتضاعها اختارت البتولية أحساسا بأنها لا تستحق ان يأتي الرب من نسلها .
كما تميزت العذراء من صغرها بالطاعة فكانت في الهيكل تطيع الرب يسوع وكانت تعلم انها لاهها بالرغم من انه ابنها فكان كل ما يطلب منها تنفذه بدون اعتراض وكانت أيضا تطيع والديها وهذا واضح عندما قدموها للهيكل فهي دخلت الهيكل بكل محبه واشتهاء الروح القدس.
"طوباكي يا مريم يا من تجمعت فيكي كل الفضائل "
"طوبي للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما "
اليومَ البتول تلدُ الفائقَ الجوهر، والارضُ تقربُ المغارة،
لمن هو غيرُ مقترَب اليه، الملائكة مع الرعاة يمجدون، والمجوسُ مع الكوكب في الطريق يسيرون، لأنه قد ولد من أجلنا صبيٌ جديدٌ، الإله الذي قبل الدهور.
|