منتديات افا كاراس ومارجرجس بالغابات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



منتديات افا كاراس ومارجرجس بالغابات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المرأة المنحنية

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
joulia
المدير العام
المدير العام
joulia


عدد المساهمات : 11984
نقاط : 15820
تاريخ التسجيل : 11/10/2014
الموقع : لبنان

المرأة المنحنية Empty
مُساهمةموضوع: المرأة المنحنية   المرأة المنحنية I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 07, 2014 4:35 am


المرأة المنحنية 2Q==


لم أكن أعلم أنّ يسوع، 
في هذا اليوم الذي هو يوم سبت، سيأتي إلى مجمع قريب من بيتي، ليُعلّم فيه.
أنا تعوّدتُ أن أقصد هذا المجمع باستمرار. هذا مجمعي.
 أُصلّي، وأسمع كلمة الله، وأستقي معانيها من فم شُرّاحها.
وعلى أنّ المجمع قريب، كما قلت، يُتعبني الوصول إليه.
 فأنا امرأة منحنية الظهر.
هذا مرضي من زمان بعيد. لم أنتصب، على الإطلاق، 
منذ ثماني عشرة سنة، بتمامها وكمالها.


خرجتُ من بيتي، وأخذتُ أمشي على الطريق.
مَن يَرني، لا يمكن أن يضيّع فيَّ، بل سيعرفني من بين كثيرين من دون جهد.
فأنا أمشي من دونِ وجهٍ يواجه.


صديقتي، في سيري، هي هذه الأرض التي لا أحد يعرف تفاصيلها قدّي.
 كلّ حبّة تراب من ترابها لي معها حكاية.


هل لم أشتق إلى وجوه المارّة الذين يرونني من دون أن أتمكّن من رؤيتهم؟!
 بلى، اشتقتُ كثيرًا.
هل لم أتُق إلى السماء تُداعب وجهي بنور شمسها ورذاذ أمطارها؟
 بلى، كثيرًا. ولكنّ الحياة تعوّد! 
وأنا، منحنيةً، تعوّدت أن أُخفي اشتياقاتي كلّها!

لمّا وصلتُ إلى المجمع، دخلتُ المكان المخصّص للنسوة في قاعته المستطلية،
 وأخذتُ مكاني فيه. وأتاني صوت يسوع يعلّم.
لا أستطيع أن أصف جمال كلماته وتأثيرها في نفسي!
 كلماته، مدهشةً جديدة، لم أعهدها تصدر من أيّ فم آخر.
 كانت فرصةً طيّبةً أن أسمعه يُعلّم، وأغتذي من أقواله!


وما بين كلماته التي كانت تنهمر عليَّ كما لو أنّها المطر وبين الناس
 الذين كانوا كلّهم مأخوذين فيه مثلي، سمعتُهُ يخصّني بندائه إلى أن أَقترب منه.


 مشهدي، فيما أنا قاعدة على مصطبة خشبيّة، لا يدلّ على مرضي بوضوح ظاهر.
 قد يدلّ على إنسان متأثّر بما يجري أمامه!
 هل كان يعلم بما أصابني؟
 لم أُبطئ في تنفيذ الطاعة، بل حملتُ نفسي إليه توًّا!
 ومن دون أن أسأله شيئًا، قال لي:
 يا امرأة، «إنّك مُطْلَقَة من مرضك».
ووضع يديه الاثنتين عليَّ.
«وفي الحال، استقمتُ، ومجّدتُ الله».


وأعطتني كلمته ولمستُه أن أقف، أمامه، وجهًا بوجه.
آن أوان المواجهة!
لم أحسب أنّني قد انتظرتُ كلّ تلك السنين، لأراه!
 لكن، هل عدمُ حسباني يمنعني من أن أبوح بفرحي بأن يشرئبّ وجهي
 إلى وجه مَن أنعم عليَّ بشفائي؟ انتصبتُ، إذًا.


وكان وجهه حكايةً أخرى.
 حكاية أَقنعتني بأنّ ثمّة مَن لا يرضى أن أَنقطع عن تحقيق ما أشتاق إليه.
حكاية كسرت لي كلّ ألم وحزن اعترياني،
وفتحت لي نافذةً على ضوء الوجوه وكلّ ما يتحرّك في الأرض، ويطلّ عليَّ من فوق.
ووهبتني رؤيةُ وجهِهِ أن أفهم أنّني قد أخطأتُ باعتباري أنّ الحياة تعوّد.
 وردّني إلى أنّها رجاء واثق دائمًا بنعمه!

ما إن أنهى يسوع أمر شفائي، حتّى سمعتُ رئيس المجمع يقول للجمع:
«هي ستّة أيّام ينبغي العمل فيها. ففيها تأتون وتستشفُون، لا في يوم السبت».
 كانت العادة، في مثل هذا اليوم، أن تدور مناقشات، تُغنينا،
 عمّا نسمعه من تعليم؛ وفي ختامها، أن يصلّي رئيس المجمع،
أو يرنّم مزمورًا أو نشيدًا من أناشيدنا.
اليوم، لم يسمح بأيّ نقاش، ولم ينعشنا بصوته يصلّي، أو ينشد!
لكنّه بدا غاضبًا، متصلِّبًا وحقودًا.
وبدا، في تجنّبه توجيه كلامه إلى يسوع، جبانًا ومستكبرًا أيضًا!
 لم أكن ذات شأن في علوم الله مثله. لكنّني استطعتُ أن أُدرك،
(أعتقد بفعل شفائي!)، أنّه لم يكن يعرف أنّ شأن الكلمة الموزَّعة أن ترفع وجوهنا إلى الله.


 وهذا ما فعله يسوع معي!
هل أقول: أغضبني هذا الرئيس؟ أجل، أغضبني كثيرًا!
 لماذا يتكلّم كما لو أنّه لا يريدني أن أُشفى، أن أقوم، أن أواجه؟
أنا شُفيت!
لماذا لا يقفل فمه، ويفتح عينيه، ويبسط وجهه؟
جال هذا كلّه في رأسي، ووجدتُ ذاتي أَسترجع ما قاله،
ولا سيّما عبارته: «تأتون وتستشفُون».
غبيّ! لكنّ عبارته هذه تناسبني!
تجعل لي دورًا في طلب الشفاء.
أنا أعرف أنّه لم يكن لي دور، أيّ دور!
وليس أنا وحدي، بل كلّ مَن شاهدوا ما جرى أدركوا أنّ يسوع قد دعاني من نفسه،
وشفاني من نفسه. كنتُ أَودّ أن أقول له:
أحسنتَ!
 فأنا أريد أن يكون لي دور! 
لكنّني لم أقل شيئًا، بل التزمتُ التمجيد!

أمّا يسوع، فقرّر أن يردّ عليه بنفسه!
أجابه ببراعة جديدة:
 «يا مرائي، أليس كلّ واحد منكم يحلّ ثوره أو حماره في السبت من المذود،
وينطلق به، فيسقيه؟ 
وهذه، وهي ابنةُ إبراهيم التي ربطها الشيطان منذ ثماني عشرة سنة،
 أما كان ينبغي أن تُطلق من هذا الرباط يوم السبت».


يا لهذا الجواب المحكم الذي يدلّ على أنّه يعرف كلّ شيء.
 يعرفني تمامًا. يعرف مدّة مرضي ومَن ربطني.
ويعرف عاداتنا وتقاليدنا كلّها. فعلاً، هذا ما يفعله الناس القرويّون بيننا.
يا لفطنتهم! ويا لغباء هذا الرئيس الذي يرتضي أن يرعى الناس حياة بهائمهم،
 ويأبى أن أحيا أنا، أن أَخلُص أنا! ما نفعُ السبت إن جعله حدودًا بيننا وبين فعل الله الخلاصيّ؟
ألا يعتقد هذا الرئيس أنّه يتجاوز السبت بفكره الأسود، بعمله السيّئ،
وبإبعاده وجهه عن عمل الله؟ ألا يعلم أنّ شريعة السبت تسقط أمام إرادة الحياة؟!
 لم يقل يسوع لهذا الرئيس حرفيًّا: أنت لا يهمّك أن يحيا الناس، بل أن يموتوا!
 لكنّه كان كما لو أنّه قال له ذلك.
 «ولمّا قال هذا، خزي كلّ مَن كان يقاومه، وفرح الجمع (وأوّلهم أنا!)
 بجميع الأمور المجيدة التي كانت تصدر عنه».

خرجتُ، في هذا اليوم، من بيتي إلى أحد مجامعنا.
كانت صديقاتي، في ذهابي (وإيابي)، معروفات:
 الأرض وحبّات ترابها.
 وجدّدني يسوع. وهبني أن أسمعه، وأن أراه.
وصالحني مع الكون كلّه.
أنا، اليوم، وجهٌ يواجه.
 بطلت انحناءاتي كلّها.
 ظهري، وجهي، وخاطري، بتُّ كلّي هبةً من هبات استقامة فعل الكلمة!


المرأة المنحنية 18598
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعاد
الادارة العامة
الادارة العامة
سعاد


عدد المساهمات : 22227
نقاط : 30251
تاريخ التسجيل : 10/10/2014
الموقع : لبنان

المرأة المنحنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرأة المنحنية   المرأة المنحنية I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 07, 2014 7:42 am

المرأة المنحنية 1220132395350



باركك رب المجد أختي الحبيبة جولي ويا رب يعيد العيد عليكِ وعلى عائلتك

وعلينا جميعاً يا غاليتي

سلمَتْ أناملك الّتي خطّتْ هذا الموضوع الرّااااائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ليزا
الادارة العامة
الادارة العامة
ليزا


عدد المساهمات : 6546
نقاط : 8878
تاريخ التسجيل : 12/10/2014

المرأة المنحنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرأة المنحنية   المرأة المنحنية I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 07, 2014 9:17 am

Laughing
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
joulia
المدير العام
المدير العام
joulia


عدد المساهمات : 11984
نقاط : 15820
تاريخ التسجيل : 11/10/2014
الموقع : لبنان

المرأة المنحنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرأة المنحنية   المرأة المنحنية I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 08, 2014 2:04 am

المرأة المنحنية 0_65e55_eb4c8f01_L

لكم  الشكر  و  التقدير  لروعة  مروركم 

الذي  أضفى  تألقاً  على  موضوعي  البسيط

بارككم  الرب  و  بارك  خدمتكم

المرأة المنحنية 0_65e55_eb4c8f01_L



_________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت افا كاراس
خادم الرب
خادم الرب
بنت افا كاراس


عدد المساهمات : 3217
نقاط : 3845
تاريخ التسجيل : 21/10/2014
الموقع : القاهرة

المرأة المنحنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرأة المنحنية   المرأة المنحنية I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 08, 2014 8:16 pm

المرأة المنحنية 481526352
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
joulia
المدير العام
المدير العام
joulia


عدد المساهمات : 11984
نقاط : 15820
تاريخ التسجيل : 11/10/2014
الموقع : لبنان

المرأة المنحنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرأة المنحنية   المرأة المنحنية I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 09, 2014 4:19 am





لك  شكري  و تقديري  لمرورك  الكريم


باركك  الرب  


المرأة المنحنية 6mqob1jo8_hehpwxs
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رغدة
نائب المدير العام
نائب المدير العام
رغدة


عدد المساهمات : 15155
نقاط : 19773
تاريخ التسجيل : 10/10/2014
الموقع : لبنان

المرأة المنحنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرأة المنحنية   المرأة المنحنية I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 09, 2014 10:04 am

المرأة المنحنية 10806200_1513350462254895_778229181554509069_n
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
joulia
المدير العام
المدير العام
joulia


عدد المساهمات : 11984
نقاط : 15820
تاريخ التسجيل : 11/10/2014
الموقع : لبنان

المرأة المنحنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرأة المنحنية   المرأة المنحنية I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 10, 2014 2:11 pm

المرأة المنحنية UyXtmfQn15977p_11
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المرأة المنحنية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات افا كاراس ومارجرجس بالغابات  :: ( 2 ) المنتدى الدينى :: شخصيات الكتاب المقدس-
انتقل الى: