من تعليمنا الأرثوذكسي: التدبير الخلاصي
-----------------------------------
التلميذ: كيف نستعدّ في الكنيسة لعيد الميلاد؟
المرشد: أود أولا ان لا ننظر إلى ميلاد يسوع كحدث منفرد أو عيد قائم بذاته.
انه مرحلة أو جزء من مخطط الله لخلاص البشر، ما يسمّى في الكنيسة التدبير الإلهيّ.
أَرسل اللهُ ابنه الوحيد إلى العالم ليخلّص الخليقة الضائعة. مثل الراعي الذي يمشي في الجبال باحثا
عن الخروف الضائع، نزل يسوع في بشريتنا يبحث عنا، نحن الخليقة كلها ويحملنا إلى أبيه.
من التجسد إلى القيامة يأتي المسيح إلينا «أخلى ذاته آخذًا صورة عبد، صائرًا في شبه الناس»
(فيليبي ٢: ٧).
التلميذ: سألتك عن الميلاد. لماذا تُكلّمني عن القيامة؟
المرشد: لأن كل الاعياد متصلة بعضها بالبعض وتشكل حلقة التدبير الخلاصيّ الإلهيّ.
ليتني أَستطيع أن أُريك بضع ايقونات تُظهر لنا بعض مراحل حياة يسوع المسيح، لكن أظن أنك تعرفها: المرحلة الأولى في تنازله هي الولادة من أمه مريم أي التجسد، ثم نزوله بالمعمودية في مياه الاردن ليبحث عن الخطأة ويعزّي الحزانى ويشفي المرضى. على الصليب يقتبل الموت، وفي القبر يشفي
«الشعب الجالس في الظلمة» (إشعيا ٩: ١ ومتى ٤: ١٦).
نزل إلى الجحيم حيث الاموات ليحارب الشيطان ويتغلب عليه
«وطئ الموت بالموت» كما نرتل. أخيرا بقيامته تغلّب المسيح نهائيا على كل قوى الشر
وحرّرنا ليحملنا معه إلى أبيه السماوي.
التلميذ: الايقونات التي ذكرتَها هي الميلاد والظهور الالهي والصلب والنزول إلى الجحيم والصعود،
أليس كذلك؟
المرشد: نعم. يمكنك ان تضيف أيضًـا ايقونة القبر الفارغ لأنها هي أيضا ايقونة القيامة.
غايتي اليوم أن تفهم أنّ تجسّد ربنا ومخلّصنا يسوع المسيح بدء التدبير الخلاصيّ لكل البشر
وأن تتأمل ما يقوله بولس الرسول إلى أهل فيليبي: «تمّموا فرحي حتى تفتكروا فكرًا واحدا
ولكم محبة واحدة بنفس واحدة مفتكرين شيئًا واحدًا... بتواضع حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسهم.
لا تنظروا كل مواحد إلى ما هو لنفسه بل كل واحد إلى ما هو لآخرين أيضًـا. فليكن فيكم الفكرُ الذي في المسيح يسوع أيضا الذي اذ كان في صورة الله... أَخلى نفسه آخذا صورة عبد...
وأَطاع حتى الموت موت الصليب...» (2: 2-8).
أَظنّ أن كل جملة من هذا المقطع تشكّل استعدادا لعيد الميلاد.