ألتواضع
على بطل الروح أن يُغرق عظمة جهاده في خضم الوداعة واللطف، لأن بهاء الفضيلة لا يستسلم لأبناء العنف، بل لروح المتواضعين، روح الطفولة التي جعلها المسيح شرطاً لدخول ملكوته:"إن لم ترجعوا فتصيروا كالأطفال فلن تدخلوا ملكوت السماوات" (متى18، 3-4).
متواضع كطفل صغير؟ هذا شربل في عمق أعماقه. يعتقد عن إخلاص ومن قرارة وجدانه أنه أحقر البشر! من هذه الأعماق يتفجر ينبوع طاعته للجميع حتى لخدم الدير. هنا، أيضاً، سبب رغبته في تناول فضلةِ طعام الرهبان، وعلةُ انشراحه لطلب الغفران عن هفوات لم يقترفها.
روى الأخ جواد الحادث التالي:
"كنت افلح في كرم الدير، وكان الأب شربل ينحي الدوالي عن طريقي لئلا تدوسها الثيران. وكان أن ثوراً كسر إحداها على الرغم من جهوده. غضب الأب مكاريوس وقال للحبيس:"ولو ! هيك بتخلي الفدان يكسرا، شو عم تعمل؟" خر الأب شربل على ركبتيه، وضم ذراعيه إلى صدره، وقال:"غفرلي منشان المسيح!"
من كتاب شربل إنسان سكران بالله.
___________________________