صوت عمانؤيل :
يا ابني أنا قادم إلى أرضكم وقد اقترب موعد قدومي .
أنا آت لخلاصك لأفتح لك الملكوت الذي أعددته لك منذ إنشاء العالم .
في قدومي إلى أرضكم لا تنظر إلي طفلا مقمطا مضجعا في مذود
طريدا من هيرودوس فإني ولو أتيتُ طفلا إلا أني أنا القديم الأيام والأزلي
في وجودي ولكني آت لمهمة محددة لخلاصك لأني محبة أزلية أحببتك
فأنت الوحيد الذي خلقته على صورتي ومثالي .
لم أشأ أن أرسل لك ملاكا أو إنسانا لخلاصك ففي ذلك لا أعتمد
على أحد فجئت بنفسي إليك .
يا ابني :
أنا عالم وعارف من أنت وأعرف أنك تغرق في بحر هذا العالم
لن أطلب منك شيئا فخلاصك مجاني سأتممه لكني
أقول لك أعطني قلبك الحجري سأعيده لك قلبا من لحم
ولتكن عيناك ناظرتين إلي كل حين
سأمسك يدك وأعبر كما عبرتُ بالشعب القديم مياه البحر الأحمر
وأعيدك إلى الملكوت السماوي .
صوت المؤمن :
أيها الرب الآتي عمانؤيل :
أين أنت وأين أنا ؟
أنا أعرفك أنك أحد الثالوث وأنك الكلمة الذي لبستَ جسدا في آخر الأيام
وأعرف لم أتيت ولكني غارق بحمأة الخطايا
ولا أجرؤ لمجرد الدنو إليك أو التفرس في وجهك
فهل يجتمع النور والظلمة معا ؟
هل تجتمع القداسة بالخطيئة ؟
أنا في تمام عدم الاستحقاق .
لقد تمرغتُ في الخطايا منذ صباي وأخجل من التفرس في وجهك البهي .
ولهذا . لن أحضر مجيئك أرضنا ولن أقترب إليك لا خوفا من نار لاهوتك الآكلة بل خجلا من أن أعاين وجه القدوس الآتي .
صوت عمانؤيل :
انتبه أني أناديك يا ابني برغم كل ما قلته فلن يقف خاطئ أمامي
وينوي التوبة والرجوع إلا ونال غفرانا عن كل خطاياه
ألم تسمع كلامي في فم أشعيا النبي ؟
لقد فاه بكلامي أنه ولو كانت خطاياكم كالقرمز فإنها تبيض كالصوف
وأنا من أهم صفاتي أني لا أشاء موت الخاطئ إلا أن يرجع فيحيا .
أنا قادم لبيت لحم وستجري مياه الغفران والخلاص أنهارا
ولن يبق متشرد بعيدا سأقبل كل من يأتي إلي
ومن يأت إلي لا أطرحه خارجا وسأطيل أناتي عليكم
فأنا عالم بأن نفوسكم جانحة للشر منذ الحداثة
لكني أُطيل أناتي لأجل خلاصكم من كل خطيئة .
صوت المؤمن :
أين هو ملكوتك ؟
إنه هناك في السماء بعيدا وشدة خطاياي تمنع عني الغفران والخلاص
والعتق من اللعنة القديمة
فهل يعاين ترابي أرضي مجد السماوات ؟
أناس كانوا ملائكة نيرين صاروا شياطين
فهل أنال أنا ملكوتا لا فساد فيه ؟
صوت عمانؤيل :
الملائكة اللذين سقطوا قد صدر العصيان والتمرد من طبيعتهم
لذلك فلا خلاص لهم ولكن أنتم البشر قدسقطتم لا من طبيعتكم
بل بإغواء الحية القديمة وذلك الشيطان
لذلك دبرتُ لكم خلاصا منذ البدء بأن آتي أنا كلمة الله متجسدا حاملا طبيعتكم
مشابها لكم في كل شيء عدا الخطيئة
ولذلك لن تجد كائنا من كان يبكتني على خطيئة
فأنا الطاهر من طبيعتي أتيت لخلاصك .
أما الملكوت الذي تقول أنه بعيد فسأجعله قريبا
بل سأجعله في داخلكم ويسكن روحي فيكم
ويسير بكم نحو شاطئ الأمان .
لا تخف تقدم بثقة وأمان فأنا لم آت إليكم بصورة شبح
أو بصورة لأخيفكم بل أتيتكم وديعا هادئا .
قديما حين حللتُ بمجدي على جبل سيناء
تزلزل الجبل وصار دخانه كالأتون وصوت البوق كان عنيفا وذعر الشعب
من الخوف وكان لا بد أن يحسوا بالخوف ليدركوا قوة الإله
الذي أنقذهم من العبودية للمصريين قديما
ولكني الآن آت بوداعة ولطف أحمل معي كل المحبة التي أحببتكم بها .
الملكوت سيكون الآن على الأرض
في تلك المغارة الوضيعة وسأتوسط مذبحها لتعاينونني هناك .
وكل هذا لأعلن لكم محبتي الأزلية
لكم والتي أعلنتها قديما بأنبيائي اللذين تكلموا بكلامي .
صوت المؤمن :
أنا خاطئ ومصيري أعرفه بعد موتي
إنه الموت الثاني وأعرف ما هو الموت الثاني
إنه الانفصال عن محبتك للأبد
ومصير هو نفس مصير الملائكة
اللذين عصوا وتكبروا لأني أسلك نفس سلوكهم
وسيكون لي ذات المصير أبضا .
صوت عمانؤيل :
يا ابني أنا لهذا أتيت أرضكم وسأعيش بينكم
لقد أتيت لأنزع منكم فساد طبيعتكم الذي ورثتموه من آدم
لأجعلكم أنقياء بلا فساد فمدينتي السماوية لن يدخلها فاسد .
وبهذا يكفيني اعترافك أنك خاطئ وهذا يعني أنك ضعيف
ولكني سأمنحك القوة لتجاهد روحيا وتصل إلى الخلاص .
الملكوت السماوي مهيأ لكم من قبل إنشاء العالم
ومصير الشيطان ليس هو مصيركم بل مصير الذي يسير
في ركاب الشيطان ولا يتوب والسبب الآخر لمجيئي هو أن أخلصكم
من ذلك الموت الثاني لتعبروا من هذه الأرض لتستقروا في الراحة الأبدية .
تقدم يا ابني ولا تخف تقدم نحو المغارة ستسمع تسبيح الملائكة القديسين
وسيغمرك فرح غريب لم ترى مثله
لأنه فرح سماوي سيفرح البشر والملائكة معا
فلا تحرم نفسك نعمة خلاصي وغفراني الذي مجانا أقدمه إليك ؟
صوت المؤمن :
يا مولاي وسيدي لقد ألجمتَ لساني
ولا أدري بعد ما أقول لكني بكل قوتي أركع أمام تنازلك الرهيب
وكيف لا أركع وقد طأطأتَ السماوات بانحدارك يا لابس النور كالثوب .
أنت الذي طلب مني أن أتقدم كما أنا ها أنا ذا أفرش أمامك ضعفي
وحزني وألمي ففرح العالم لم يشف غليل قلبي
الذي من أعماقه يرنو إليك وأناجيك بحب أنت أحببتني به أولا .
سأتقدم سائرا على قدمي لأصل المغارة لن أذوق طعاما شهيا
كما فعل دانيال قديما سأقدم خطاياي الكثيرة واضعا أمام المغارة
وأحني ركبة قلبي متوسلا إلى صلاحك فاقبلني عبدا لا إبنا فمن أنا ؟
أنا ذاك الإناء الخزفي الذي سينكسر يوما
ولكني سأسكب نفسي أمامك لا طمعا بثواب حسن
ولا خوفا من عقاب بل سأتقدم بخاصية محبتك
التي أحببتني منذ الأزل وحتى الأزل .
سأنزع نفسي من الشرير وأقف أمام أبوابك
متوسلا رحمتك وغفرانك وخلاصك
لأهنأ فقط بالتفرس في وجهك
فيملأ نورك قلبي وحياتي أيها الإله
الذي من أعظم صفاتك هي المحبة
فاقبلني تائبا واغمرني بحبك سرمدا .
آمين
الأربعاء ديسمبر 10, 2014 5:52 am
.gif)
