شفيرة دافنتشي ايقونة العشاء السريّ
على ما يبدو سنكرر هذه الفكرة دائما كلما قام شاب أو شابة بقراءة شيفرة دافنشي
وغرست أفكار القصة والرواية في عقله ليقتنع بها ويبني عليها خيال ووهم ...
طبعا القراءة ليست مرفوضة ولكن يجب إدراك ما نقرأ وما غايته...
لمن قرأ قصة دان براون شيفرة دافنشي وما نتج عنها من ضياع البعض نتيجة
الأفكار المتراكبة فيها ...
بداية نقول أنه عند كتابة أي قصة يريد الكاتب أن يجعلها واقع حقيقي يقوم بإدخال أسماء
وجغرافية حقيقية وبعض الأحداث المعروفة ...
ثم يحشوها بالأفكار التي يريد أن تظهر وكأنها واقع وهذا يحدث في أعمال الكثيرين
ومنهم دان براون والآن يحاول بول سوسمان في قصته أخر أسرار الهيكل أن يسير على طريقته
و يوسف زيدان الفاشل بقصته الفاشلة عزازيل حاول ذلك أيضا ...
وفي قصة دان براون شيفرة دافنشي أبرز ما يذكره قصة إشارة المذكر والمؤنث المفسرة
من وضعية الجلوس والكأس المقدسة وبعض الأسماء السرية والتي لا ترتبط إلا بالماسونية ...
ويمكن أن نجد ذلك في كل قصصه التي كتبها والمتشابهة بنسبة 75%
ثانيا كاتب القصة دان براون ماسوني ...
لا أقول ذلك لأنه شوه في العقيدة المسيحية ولا تجني فهي حقيقة مثبتة ...
ومن قصصه أيضا يمكن معرفة ذلك فهو دائما يلجأ في قصصه الى تبرير الماسونية
من كثير من الأفكار والأخطاء ويتكلم عن أنها ذات تعاليم سامية
وأهداف خلاقة وهنا لن ندخل بكل تفاصيل الرواية وفقط نتكلم عن من بالصورة
هل يوحنا أم مريم المجدلية ...
نعود الى شيفرة دافنشي أبرز ما فيها لوحة العشاء السري لدافنشي وما ركب من تفسير لها
من رموز لها غاية واحدة وهي نسف المسيحية وخاصة هرطقة زواج السيد المسيح
من مريم المجدلية وأنها انجبت منه بنت وهربت معها حتى وصلت فرنسا
وأن مريم هي التي تجلس عن يمينه في اللوحة...
بداية اللوحة غير مقبولة أرثوذكسيا وليس بعد القصة بل من لحظة رسمها
حال معظم اللوحات الغربية والسبب أنها تعتمد على التصوير الأرضي
الغني بالبذخ والترف في التفاصيل والسمات وهوغير مقبول في كنيستنا الأرثوذكسية
من بيزنطية وروسية وقدسية...
لنقرأ اللوحة بما فيها لوحة دافنشي فهي تقرأ كما الأنجيل...
السيد مركز اللوحة والتلميذ الذي ألصقت له صفة مريم المجدلية
يجلس عن يمين السيد وينحني باتجاه بطرس حيث يطلب منه أن يسأل السيد عن الذي سيسلمه,
بعد إنباء السيد بذلك...
لن نتكلم أي طريقة هي الصحيحة في رسم الأيقونة ولكن عندما يومىء شخص لأخر
يكون مقابله لا بقربه...
المهم دافنشي فهم الفكرة ورسمها بتلك الطريقة حيث أن بطرس يكلم يوحنا في أذنه
ويطلب منه ان يسأل السيد عمن يسلمه...
وهناك باقي التلاميذ يؤشرون بأيديهم بعض باستغراب وبعض بسؤال للذات أو للأخر...
وفي حركة يد السيد ,يده باتجاه صحن يمد تلميذ وهو يهوذا الذي يحمل بيده كيس نقود
دلالة أنه كان المؤتمن على المال يده الى نفس الصحن بنفس اللحظة كما قال السيد ...
ثانيا اللوحات والإنجيل يجب أن يقرأ وكأننا نعيش الفترة الذي حدثت أحداثه وطبيعة العادات
المتبعة ليسهل فهمها.
ففي تلك الفترة كانت النساء يرتدين غطاء على الرأس أو لنقل محجبات
وهكذا نرى أن كل الأيقونات الأرثوذكسية ترسم فيها النساء محجبة بما فيهم السيدة العذراء...
فلو أن التي في الصورة مريم المجدلية لرسمت محجبة وللمشكك نقول استمر حجاب الرأس عند النساء
حتى ثمانينيات القرن العشرين طبعا في المسيحية والغرب خرج من كل هذه الأشياء
وتبع ما يلفت العيون من قشور ونواحي جمالية مبهرة بعيدة عن السماء...
أما لماذا تم رسم يوحنا بهذه الطريقة يوحنا كان أصغر التلاميذ وكان عمره 16 أو17عاما
وبالتالي لا لحية له بعد. وصوره دافنشي ذا طابع غربي تماما وفي هذا العمر يشابه الفتيات
والجميع رسموا بطابع غربي ولكن اللحى أعطتهم الرجولة ولو قليلا ويمكنكم التدقيق بأنفسكم...
طبعا في الأيقونة الشرقية تسهل القراءة أكثر فيرسم يوحنا أيضا بدون لحية
وإنما عن يسار السيد ويتكأ على حضن السيد بعد إشارة بطرس له ليسأل السيد عمن يسلمه.
(وكان متكأ في حضن يسوع واحد من تلاميذه كان يسوع يحبه..24 - فأومأ له سمعان بطرس أن يسأل من عسى أن يكون ذلك الذي قال عنه. 25 - فاتكأ ذاك على صدر يسوع وقال له يا سيد من هو ..)(يوحنا13 :24 -26)...
المهم في الموضوع أن الذي في الصورة يوحنا وليس مريم المجدلية
ولكن هناك محاولات ماسونية دائما لتدمير المسيحية
فدان اليهودي الماسوني يعيد أفكار ماسونية قديمة داعما قصته بلوحة دافنشي الماسوني
ولا أنسب لهم ما هو غير حقيقي ...
لضرب المسيحية سيفعلون ويقومون بأي شيءفي سبيل الوصول الى غايتهم.