عجلة الحياة تدور، والزمن ينقسم الى ماضي ، وحاضر ، ومستقبل . والرب يسوع الحاضر دائماً في كل زمن لأنه كان موجوداً في الأمس واليوم والى الأبد . الأنسان يموت ويُنسى ، والمدن تشيَّد وتهدم . والجمال يظهر ويذبل كالزهرة . وهكذا العمر ينتهي أما المسيح الأزلي فكان موجوداً في الأمس عندما كان في السماء ، وفي الأمس حيث ملء الزمان جاء ليعطينا الحياة والخلاص الأبدي . أتم الصلح بين الله والأنسان ... وبين البشرية واللاهوت . فأهتزت الخليقة كلها . فالعلويين تقدموا نحو السفليين ، والسفليون نحو العلويين . أبيدت الظلمة وبدأت حياة الأنسان الحقيقية . أنفتح الطريق للبشر نحو الله ، وطريق الله نحو النفس البشرية . أمتلك آدم الثاني على أعدائه .
عَلَّمَ الأنسان التواضع ، وشفى الجروح ، وأقام الموتى ، وأشبع الجياع . وكان له سلطان على الطبيعة ، ونادى للمأسورين بالأطلاق وأعطى للعمي البصر . وبعد ذلك أشترانا بدمه الطاهر.
والمسيح موجود اليوم فيبرأ عيون الساكنين في الظلمة لكي يؤمنوا بكلمات أنجيله التي هي مدرسة للأجيال . ووعوده وعهوده السابقة تطبق اليوم ، وستبقى حية لكي تنبض بالحياة وتجلب العزاء .
وفي الغد سيظل عجيباَ مشيراً والهاً قديراً وأباً أبدياً والى الأبد .
اللحظة التي تفصل بين سنة الماضي مع السنة التالية نفهم منها بأن الأمس صار في الماضي وغداً هو المستقبل . وهكذا نجد الأنسان يقف بين السنتين . منتصف ليلة رأس السنة الجديدة هو مفترق الطريق بين العام المنصرم وآخر يطل ، وهكذا يتواصل الزمن ويدور لكي يدخلنا في أعتاب السنة الجديدة وهكذا تتغير المسيرة وفقاً لمعطيات جديدة تختلف عما كانت عليه في السابق . أنها وقفة في عُرض الزمن ، علينا أذاً أن نتأمل في الساعات التي عشناها في الماضي والحاضر ونفكر بساعات المستقبل . يجب أن نتذكر أفعالنا في الساعات والأيام الماضية ، كما ينبغي أن يكون حاضرنا حاسماً وجدياً لكي يكون مستقبلنا منوراً . علينا أن نقرأ حياتنا خلال العام الماضي لكي نفرز النقاط المضيئة من المظلمة ونكتشف القيّم الصالحة من غيرها .
فهل كانت حياتنا تمتاز بالمحبة ، والأمانة ، والطهارة ؟ هل كنا نشيطين في خدمة الآخرين وفي خدمة الكلمة الألهية المزروعة في ذواتنا ؟ هل كانت أفكارنا وسلوكنا طاهرة ؟ هل كانت حواسنا تتنجس بالسماع وعيوننا بالنظر وعقولنا بالأفكار النجسة ؟ هل عشنا في الأمانة أم في الكذب والخداع والأنانية والغضب ؟
في الختام كيف نعمل في السنة الجديدة ؟ وكيف نطوِر ونصونَ أنفسنا لكي نبقى أقوياء ونصبح نماذج أنسانية حية يقتدي بنا الآخر ، وهكذا نكون صالحين عندما نخدمهم بالبشارة . ونخدمهم عندما نشعل شمعة في السنة الجديدة أمام أقدام الآخرين الذين يشاطروننا الحياة اليومية ، وهكذا نكفكف دموع البائسين فيرضى عنا الخالق ، فيقول لنا ، حقاً كنتم نور العالم .
وكل عام وأنتم بخيروفرح