لماذا لم يفني الله آدم و حواء و يخلق إنساناً جديداً يطيعه؟
ج: هذا البديل لا يصلح لحل هذه القضية للأسباب الآتية:
أ- لقد خلق الله هذا الإنسان ليحيا إلي الأبد ,
فعندما يجبر الشيطان الله علي تغيير هدفه و يفني الإنسان ,
فهذا يعتبر انتصار للشيطان علي الله , و ما رأيك عندما يعمل الله عملا فيفسده الشيطان ,
و لا يقدر الله علي علي إضلاح هذا الفساد؟..
ألا يعتبر هذا تحدي لقدرة الله و كرامته و حكمته ؟!
إذا صمم مهندس حكيم ماكينة ريَ علي مستوي عال جداً من الكفاءة ,
و بعد ذلك حدث بها عطل فهل هذا المهندس الحكيم يدمرها
أم أنه يجتهد لكيما يصلح العطل الذي حلَ بها؟
و إن كان هذا تصرف الإنسان الحكيم
فكيف نستبعد هذا التصرف عن الله مصدر الحكمة؟!
ب ---
عندما يفني الله الإنسان الذي خلقه علي صورته و مثاله لأنه سقط بغواية إبليس..
ألا يعتبر هذا قسوة و اتهام صارخ ضد المحبة الإلهية التي أوجدت الإنسان من العدم ؟..
ألم يكن من الأفضل أن لا يخلق الله الإنسان بدلاً من أن يفنيه بعد خلقته؟!
ألا يعتبر إفناء الإنسان دليل علي اليأس و قلة الحيلة ,
بينما أستخدام المحبة لعلاج القضية دليل علي القوة ؟!
و هل تنسي أن الله محبة , وهو نبع الحب و الخير غيرالمتناهي ..
فكيف تقصر محبة الله عن إنقاذ الإنسان محبوبه؟!..
يقول د. راغب عبد النور
"أن المسيحية تعلمني أن الله من الإنسان مكان الوالد الحنون ,
و يرتبط بنا ارتباط المسئول عنا,
و إن إلهنا المحبوب لا يتنازل عن أبوته حتي لو تنازل الإنسان عن بنوته,
و إن إلهنا غير مستعد لكي يدمر الإنسان حتي لو أنتهي الإنسان إلي حالة العطب و عدم النفع.
تعز علي إلهنا الفتيلة المدخنة, فيتولاها و يرعاها إلي أن تتحول إلي سراج منير..
كما أنه لا يدفع بالقصبة المرضوضة إلي النار ,
لكنه يعالجها بلطفه الشديد إلي أن تتحول إلي شجرة كثيرة الثمر,
ممتدة الأغصان و وارفة الظل"
ج-
إفناء الإنسان ضد صلاح الله , فيقول القديس أثناسيوس
"وكان أيضاً أمرا غير لائق أن الخليقة التي خلقت عاقلة ..
يصبح مصيرها الهلاك و ترجع إلي عدم الوجود بالفساد.
لأنه مما لا يتفق علي صلاح الله أن تفني خليقته بسبب الغواية التي أدخلها الشيطان علي البشر.
و بصفة خاصة كان غير لائق علي الإطلاق أن تتلاشي صنعة الله بين البشر ,
إما بسبب إهمالهم , أو بسبب غواية الأرواح الشريرة.
و لو كان مصير الخليقة العاقلة قد بات إلي الهلاك ,
و صار مال هذه المصنوعات إلي الفناء , فما الذي يفعله الله في صلاحه إذاً؟ "
(تجسد الكلمة 3:6-6) .
د- عندما يخلق الله إنسانا جديدا .. هل سيخلقه حرا مريدا؟
و لو كان حرا فما أدراك أن لا يأتي الشيطان ثانية و يسقطه بحيله أخري ,
و لا سيما أنه المحتال الذي يملك ألف حيلة و حيلة؟