لقد أخطأ آدم رغم التحذير , فلماذا لم يتركه الله لمصيره المشؤوم,
و ليكتف بإنه يعطه الناموس و الوصايا؟
ج: كان لا يمكن أن يترك الله آدم لمصيره المشئوم للأسباب الآتية:
- أ- ضد صلاح الله:
فهذا الترك لا يليق بالله الكلي الصلاح , و يقول البابا أثناسيوس الرسولي "إذ أسس ملك منزلا أو مدينة و احدق بها اللصوص بسبب إهمال سكانها , فإنه لا يهملها أو يتغاضي عنها بأي حال , بل يقوم و يهتم و ينتقم من العابثين بها لأنها صنعة يديه غير مبال بإهمال سكانها , عمل بما يليق بذاته.هكذا الله , كلمة الآب الكلي الصلاح , لم يهمل الجنس البشري صنعة يديه, و لم يتركه للفساد , بل أبطل الموت بتقديم جسده , و عالج إهمالهم بتعاليمه , ورد بسلطانه كل ما كان للإنسان"
- ب- ضد محبة الله :
هل يمكن أن نتصور الله بأن يقف موقف المتفرج من الإنسان الذي هو وليد المحبة الإلهية بل ينتظر حتي يمتلئ كأس خطاياه فينقض و يصب جام غضبه عليه؟!.. هل يمكننا أن نتصور الله بهذه القسوة و الجحود و اللامبالاة ؟!.. ليس هكذا إلهنا .. ليس هكذا قط, و المصلوب شاهد عيان علي كذب هذا الأفتراء.
- ج- ضد رحمة الله:
الذي أدان الغني لأنه أهمل اليعازر البلايا و لم يشفق عليه كيف يهملنا نحن خليقته؟ّ.. الذي طالب بطرس بأن يغفر للمسئ إليه سبع مرات سبعين مرة لكيما يكسبه للملكوت كيف يهملنا لمصيرنا المشئوم؟!
- د- ضد كرامة الله:
الإنسان مخلوق إلهي حامل الصورة الإلهية عندما يسقط بغواية الحية فيهمله الله و يتركه إلي مصيره التعث و يهان الإنسان .. ألس\يس إهانة الصورة هي إهانة للأصل؟! عندما يحرق إنسان علم الدولة هل يحاسب لأنه أحرق قطعة من القماش أم لأنه أهان رمز الدولة؟
- ه- ضد حكمة و ذكاء الله:
إذ كيف يقف الله عاجزا عن حل المشكلة التي اختلقها إبليس الذي أطاح بالإنسان إلي قاع الجحيم؟!
و لم يكن الناموس كافيا لخلاص الإنسان , لأنه ما جدوي النصائح و الوصايا للإنسان الغارق في الخطية؟.. يقول القديس يعقوب السروجي "إذا أردت أن تنقذ غريقا أو تنهض إنسانا مطروحا , فلا ينفع أن تقدم له النصيحة. بل عليك أن تخلع ثيابك و تلبس ثياب البحر , و بعد أن تنزل تقيمه معك"