وصفة فرنسيسيّة لنضمن فرح الميلاد
لم ينادي البابا لأمرٍ ما كما نادى للفرح النقيّ في حياتنا نحن المسيحيّين. واليوم، أثناء تحضيرنا للميلاد، يقدّم لنا البابا فرنسيس ثلاث خطوات لعيش ميلاد الطفل يسوع بفرح.
مع ذلك، فقد بيّن البابا فرنسيس، أنّ فرح الميلاد ليس فقط في يوم الميلاد، ولكنّه في كلّ يوم من أيّام حياة المسيحيّ. هذا "الفرح الصافي الهادئ" يرافق دائمًا المسيحيّ، ويحلّ محل سلام. يكرّر البابا كلمات القدّيس بولس الرسول لأهل تسالونيقي: "أيّها الأخوة، كونوا دائمًا فرحين"، ولكن عندما نعكس هذا على واقعنا نتساءل: "كيف لي أن أكون فرحًا؟". يجيب مقتبسًا من كلمات بولس الرسول: "صلّي، بغير انقطاع، وقدِّم الشكر على كلّ شيء". لنجد الفرح المسيحيّ في الصلاة وفي تقديم الشكر للرّب.
يشاركنا البابا فرنسيس إحدى قصصه، "أعرف راهبة كانت بحالة جيّدة، عَمِلت ... لكن حياتها كانت رثاء، رثاء لكثيرٍ من الأمور التي حصلت... كانت تُدعى في الدير "بالراهبة المتذمّرة". نحن نتفهّم هذا الأمر... ولكن هذه ليست المسيحيّة!" ويضيف: "يشعر المرء بشعورٍ سيّء عندما يقابل مسيحيّ عابس الوجه، مهموم، لا يسكنه السلام. القدّيسين، سواء من الرجال أو النساء، لا يملكون وجوهًا حزينة البتّة". ويذكر فرنسيس بأنّ القدّيسين دائمًا يملكون وجوهًا فرحة أو، على الأقل في أوقات معاناتهم، وجوهًا مسالمة، بما فيهم المسيح الّذي تحمّل أعظم عذاب. لذا وجب علينا أن نصلي أوّلاً، ثم نشكر لننال هذا الفرح المسيحيّ الحقّ.
ويزيد فرنسيس: راجعوا حياتكم، وفكّروا بوفرة الأمور الجيّدة التي نلتموها في حياتكم. فعلى الرغم أنّ الحياة تحمل الأمور السيئة أيضًا، لكنّ نيل الفرح أمر عمليّ بالإضافة إلى أنّه روحيّ. وهذه الركائز الروحيّة - العمليّة ثلاث:
أوّلها، الصلاة، لننال فرح الميلاد علينا أوّلاً أن نُصلي: "أيّها الرّب، لنتمكّن من عيش الفرح الحقيقيّ في هذا الميلاد، علينا وضع المتعة الاستهلاكيّة جانبًا، انشغالنا المستمرّ بالتفكير بأنّ هذا ينقصني، وتلك تنقصني.
ثانيها، الشكر، أن نردّ بشكرٍ لله على كلّ الأمور الصالحة التي منحنا إيّاها.
ثالثها، المشاركة، أن نفكّر "كيف أستطيع أن أذهب إلى الآخرين، إلى أولئك الّذين يواجهون المصاعب، والمشاكل في حياتهم، أين عليّ أن اذهب لأقدّم بعض الإغاثة، والسلام لأولئك المتألمين.