3 كانون الثاني - عيد إسم يسوع الكليّ القداسة
-كما تخصّص الكنيسة كل هذا الشهر لتكريم إسمه المُبارك-
وهو عيد رسميّ -في 2 كانون الثاني- وضعه البابا القديس يوحنا الثالث والعشرون عام 1962 من كل عام، لكنّه أُزيل لاحقًا خلال المجمع الفاتيكاني الثاني !
وفي عام 2002 أعاده البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى رزنامة الأعياد الكاثولكية ليصبح في 3 من الشهر .
اسم "يسوع" مشتقّ من اللغة الآرامية إلى اللغة العبرية وينطق "يشوع"، وهو اسم مركب من كلمتين "يهوه شوع" ومعناه الحرفي "الله يخلص
ما هو أصل ومعنى إسم "يسوع المسيح"؟
للقدّيس ألفونس ماري دو ليغوري (1696 - 1787)، أسقف وملفان الكنيسة
إن اسم يسوع هو اسمٌ إلهيٌّ عرّف عنه الملاك للعذراء مريم حين قال لها: "ستحمِلينَ وتَلِدينَ ابناً فسَمِّيهِ يَسوع".
إنّ هذا الاسم قد اعتُبِرَ عن حقٍّ "الاَسمَ الَّذي يَفوقُ جَميعَ الأَسماء"(في 2: 9)، إذ "ما مِنِ اسمٍ آخَرَ تَحتَ السَّماءِ أُطلِقَ على أَحَدِ النَّاسِ نَنالُ بِه الخَلاص" (أع 4: 12).
إن هذا الإسم العظيم قد شبّهه الروح القُدُس بالزّيت: "اْسمُكَ زَيْتٌ مُراق" (نش 1: 3). لماذا؟ يشرح القدّيس بِرنَردُس هذا الأمر كالتّالي: كما أنَّ الزّيت يعطي النّور وفي نفس الوقت هو غذاءٌ ودواءٌ، هكذا هو اسم يسوع: فهو نورٌ لعقلنا وغذاءٌ لقلبنا ودواءٌ لنفسنا.
نورٌ لعقلنا: إنّ إشعاع هذا الإسم هو من جعل العالم يعبر من ظلمات عبادة الأوثان إلى نور الإيمان. لقد وُلِدنا في بلادٍ كلّ سكّانها كانوا وثنيّين قبل مجيء المخلّص؛ وكان مصيرنا سيكون على مثالهم لو لم يأتِ لينيرنا. فكم علينا إذًا أن نشكر الرّب يسوع المسيح على عطيّة الإيمان هذه !
غذاءٌ لقلبنا: هكذا هو أيضًا اسم يسوع. إنّه بالفعل يذكّرنا بكامل العمل الشّاق الّذي أتمَّه الرّب يسوع لكي يُخَلّصنا؛ هكذا إذًا يعزّينا في شدائدنا، ويعطينا القوّة للسّير في درب الخلاص، ويُحيي رجاءنا ويلهبنا من محبّة الله.
أخيرً وليس آخرًا هو دواءٌ لنفسنا: إنّ اسم يسوع يجعل نفسنا قويّة في مواجهة التّجارب وهجمات أعدائنا. فحين تسمعنا قوى الجحيم ندعو اسم الرّب يسوع فإنّها ترتجف وتلوذ بالفرار؛ هذا ما عبّر عنه القدّيس بولس حين قال: "كَيما تَجثُوَ لاسمِ يسوع كُلُّ رُكبَةٍ في السَّمَواتِ وفي الأَرْضِ وتَحتَ الأَرض" (في 2: 10). إنّ من يُجَرَّب لا يقع في التّجربة إن دعا اسم يسوع: "فكلّما زاد دعاءه لهذا الإسم زاد ثباته ونجا من الأعداء (راجع مز 18[17]: 4)
تأمّلات صفحة قلب مريم المتألم