الضابط شفتيه عاقل" ( أمثال 10 : 19 )
نتحدث اليوم عن ضرورة ضبط النفس
وهى فضيلة جميلة تقى المرء من متاعب وخطايا كثيرة
وأمتدحها سليمان الحكيم وقال :
· " البطئ الغضب ، خير من الجبار ، ومالك روحه خير ممن يملك مدينة "
( أم 16 : 32 ) .
فمن هو الذى يضبط نفسه ؟ وفى أى مجال ؟! نرى ذلك فيما يلى :
( 1 ) ضبط اللسان
" كثرة الكلام لا تخلو من معصية ، أما الضابط شفتيه فعاقل " ( أم 10 : 19 ) .
" اللسان لا يستطيع أحد أن يُذلله ، هو شر لا يُضبط ( بسهولة )
مملوء سُماً مُميتاً " ( يع 3 : 8 ) .
" إن كان أحد لا يعثُر فى الكلام ، فذاك رجل كامل
قادر أن يُلجم كل الجسد أيضاً " ( يع 3 : 2 ) .
وتدرب مرنم إسرائيل الحلو ، على ضبط لسانه
وطلب ( صلى ) وضع باب حصين لشفتيه .
والذى يضبط لسانه ، ينجو من خطايا كثيرة جداً ، وتكون له فرصة للتفكير قبل الكلام
فى نتائج ما سيقوله ، لأنه :
" بكلامك تتبرر وبكلامك تُدان " ( مت 12 : 37 ) .
وهو درس هام لكل إنسان ، فى كل زمان ومكان .
وقال القديس يوحنا سابا (الشيخ الروحانى) :
" سكت لسانك ، لكى يتكلم قلبك مع الله " .
وأيضاً نقرأ قوله الحكيم :
" كثير الكلام يدل على أنه فارغ من داخل ، أى من عمل الصلاة " .
وقال أحد الحكماء :
" ليس كل ما يُسمع يُقال ، ولا كل ما يُقال يُكتب " .
فأخطر الكلام هو المكتوب ، لأنه يصير وثيقة عليك قد تُدينك .
( 2 ) ضبط الفكر
أُحرس أفكارك ، ولا تقبل كل فكر شرير يأتى إليك ، قد يضُرك .
أحذر من أفكار تُثير الغضب أو الإنتقام ، أو الشهوة
أو المجد الباطل ، أو طاعة لأفكار الأشرار ، وتجلب العار .
( 3 ) ضبط الحواس
الحواس هى أبواب للفكر ، وقد تكون النظرة الأولى صُدفة
أو بغير إرادتك ، ولكن النظرة الثانية إرادية وستُحاسب عليها .
وضبط الحواس يساعد على نقاوة الفكر ، ونقاوة الأحلام والظنون .
( 4 ) ضبط المشاعر :
إن وجدّت شعوراً خاطئاً ، قد دخل إلى قلبك ، فلا تتجاوب معه
بل أطرده بسرعة ، أو غيّر الموضوع
أو فكر فى أمر سماوى طاهر .
منقول